للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدِي حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ أَتَتْهُمْ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دينهم وحرمت عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ [الْأَرْضِ] (١) فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ لِي: يَا محمد: [إِنَّمَا] (٢) بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِك، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، فَقَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، [وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ] (٣)، وَأَنْفِقْ [نُنْفِقْ] (٤) عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً أَمْثَالِهِمْ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ مُصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ رَحِيمٌ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى [وَمُسْلِمٍ، وَفَقِيرٌ] (٥) مُتَعَفِّفٌ، وَأَصْحَابُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْغُونَ فِيكُمْ أَهْلًا وَلَا مَالًا». قال: قلتُ: يا أبا عبد الله من هم هؤلاء؟ قال: الذين يقع بعضهم على بعض؛ أهلُ سفاح غير نكاح. «وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَرَجُلٌ لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ - وَإِنْ دَقَّ - إِلَّا خَانَهُ، وَالشِّنْظِيرُ (٦) الْفَاحِشُ، -وذَكَر: الكَذِبَ وَالْبُخْلَ -» (٧).


(١) سقطت من (ق).
(٢) وفي (ج): إني.
(٣) وفي (س): واغزهم نُعِزُّك، (ق): وأعزهم بعزِّك.
(٤) وفي (ق): ينفق.
(٥) وفي (ق): ومسلم فقير.
(٦) قال الأصمعي: الشنظير: الفحاش السيئ الخلق. «تهذيب اللغة» (١١/ ٢٢٧).
(٧) أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢٨٦٥)، وأحمد في «مسنده» (١٧٤٨٤)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٨٠١٦)، والطيالسي في «مسنده» (١١٧٥)، والبزار في «مسنده» (٣٤٩١)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٥٣)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>