كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب التاء - باب في الترغيب في التوكل - ج: 1 - ص: 506

[الظِّرَابُ] (١) قَدْ سُدَّتْ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ. قَالَ: ثُمَّ قِيلَ (٢): انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ. فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ. - قال: - فَقِيلَ لِي: فَإِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ». قال النبي ﷺ: «فِدًا لَكُمْ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ [ثَمَّ] (٣) أُنَاسًا يَتَهَارَشُونَ». فقام عكاشة بن محصن، فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين. قال: فدعا له. قال: فقام رجل آخر فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم. [فقال] (٤): «قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةَ». قال: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين ألفًا؟ قلنا: قوم ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شيئًا حتى ماتوا. قال: فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (٥).

---

(١) وفي (ق): الضراب. وكذا في الموضعين التاليين.
(٢) زيد في (ح) و (س): لي.
(٣) ليست في (ق).
(٤) وفي (ج) و (ق): قال.
(٥) إسناده ضعيف، وشواهده صحيحة: أخرجه أحمد في «مسنده» (٣٨٠٦)، (٣٩٨٧)، ومعمر في «جامعه» (١٩٥١٩)، والطيالسي في «مسنده» (٤٠٤)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٥٠)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٤٣١)، وغيرهم، وفيه عنعنة قتادة، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع، وكذا؛ فإن الحسن البصري، لم يسمع من عمران ابن حصين. ينظر: «جامع التحصيل» (ص: ١٦٣). ومتابعة علاء بن زياد للحسن ليست بشيء، فلم أقف على أحد أثبت له السماع من عمران، وليست له رواية عنه في الكتب الستة، فعمران متقدم الوفاة، العلاء من الطبقة الرابعة.
ومن مسند عمران بن حصين؛ أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢١٨)، وأحمد في «مسنده» (١٩٩١٣)، والروياني في «مسنده» (٧٤)، وغيرهم مختصرًا. وأخرجه البزار في «مسنده» (١٤٤١)، مطولا.
ومن مسند ابن عباس مطولا؛ أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥٧٠٥)، ومسلم في «صحيحه» (٢٢٠)، وأحمد في «مسنده» (٢٤٤٨)، والترمذي في «سننه» (٢٤٤٦)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٤٣٠)، وغيرهم.
وفي الباب عن أبي هريرة، قد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٦٥٤٢)، ومسلم في «صحيحه» (٢١٦)، وأحمد في «مسنده» (٨٠١٦)، وغيرهم.