للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد الدورقي، حدثنا محمد بن معاوية أبو عبد الله، حدثنا مسلم بن خالد، حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةُ رِجَالٍ؛ رَجُلٌ خَرَجَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ مُحْتَسِبًا فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلُ لِيُكَثِّرَ سَوَادَ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، والثَّانِي: رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ مَعَ رُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ﷿، فِي مِقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ، وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَيُقْتَلَ؛ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا [سَيْفَهِ] (١) وَاضِعَهً عَلَى عُنُقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ، يَقُولُ: أَلَا فَأَفْسِحُوا لَنَا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا وَأَمْوَالَنَا للهِ ﷿». قال رسول الله : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ [قَالُ] (٢) ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: لَتَنَحَّى لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِمْ حَتَّى يَأْتُوا مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ فَيَجْلِسُونَ يَنْظُرُونَ كَيْفَ يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، لَا يَجِدُونَ غَمَّ الْمَوْتِ، وَلَا يَغْتَمُّونَ فِي الْبَرْزَخِ وَلَا يُفْزِعُهُمُ الصَّيْحَةُ وَلَا يُهِمُّهُمُ الْحِسَابُ وَلَا الْمِيزَانُ وَلَا الصِّرَاطُ، يَنْظُرُونَ كَيْفَ يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ وَلَا يَسْأَلُونَ شَيْئًا إِلَّا [أُعْطُوا] (٣)، وَلَا يَشْفَعُونَ -[يعني:] (٤) فِي أَحَدٍ- إِلَّا شُفِّعُوا فِيِه، وَيُعْطَى مِنَ الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ، وَيَنْزِلُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ أَحَبَّ» (٥).


(١) وفي (ج) و (س): بسيفه.
(٢) وفي (ح): قالوا.
(٣) وفي (ق): أعطوه.
(٤) ليست في (ق).
(٥) إسناده ضعيف جدًا: أخرجه البزار في «مسنده» (٦١٩٦)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٣٩٥٠)، وفيه: محمد بن معاوية، وفيه ضعف، وشيخه مسلم بن خالد الزنجي، متكلم فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وشيخه شريك بن عبد الله بن أبي نمر، يخطئ كثيرًا. لا سيما وقد قال فيه البزار في «مسنده» (١٢/ ٣٢٩): وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نعلمُهُ يُرْوَى إلاَّ، عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا الطَّرِيقِ، ومُحَمَّد بْنُ مُعَاوِيَةَ قَدْ حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا، ولَا أَحْسِبُ هَذَا الْحَدِيثَ إلاَّ أَتَى مِنْهُ لأَنَّ مُسْلِمَ بْنَ خَالِدٍ لَمْ يكن بالحافظ. وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٥/ ٢٩٢): رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَضَعَّفَهُ بِشَيْخِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ فَانْ كَانَ هُوَ النَّيْسَابُورِيَّ فَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَفِيهِ أَيْضًا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ وُثِّقَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>