وبرقم (٥١٧ - ٥١٨) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما (إسماعيل، ويحيي) عن أبي حيان التيمي، عن عباية بن رفاعة بنحوه، وقال-أعني ابن صاعد- ولم يرفعه. والحديث ضعيف فيما تقدم للانقطاع. أما حديث أنس؛ فقد روي عنه من وجهين: الوجه الأول: أخرجه البزار في "المسند" (٧٤٢٩) قال: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا حسين بن علي الجعفي، حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد، عن أنس فيما أعلم: أن النبي ﷺ قال: ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره طاو. قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه على بن زيد، وهو ابن جدعان، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب" (٤٧٣٤). وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا حسين بن علي، ولا نعلمه يروى عن أنس من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه. قلت: قد روي عنه من وجه آخر، وهو: الثاني: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٥١) قال حدثنا محمد بن محمد التمار، ثنا محمد بن سعيد الأثرم، حدثنا همام، ثنا ثابت البناني، ثنا أنس بن مالك ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به». وهذا إسناد ضعيف فيه محمد بن سعيد الأثرم: قال أبو حاتم: هو منكر الحديث، مضطرب الحديث، ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، كتبت عنه بالبصرة، وكتب عنه أبو حاتم ببغداد، وليس بشيء، وترك حديثه. "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٦٥). وقال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي وذكر حديثا رواه محمد بن سعيد بن زياد الأثرم، عن همام، عن ثابت، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: ما آمن بي من بات وجاره جائع؟