كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب في فضل الجمعة والترغيب في العمل يوم الجمعة - فصل - ج: 2 - ص: 114

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

= ومغيرة عن زياد بن كليب أبن معشر عن إبراهيم عن القرثع الضبي وكان القرثع من القراء الأولين قال قال سلمان، به.
فأسقط علقمة.
وابن حميد هذا هو محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (٥٨٣٤)، فرواية الجماعة الثقات الأثبات مقدمة ولا شك.
وقد توبع جرير على الوجه الأول -وجه إثبات علقمة-:
أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٨٨٩٥) قال حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبي، عن سلمان به.
وقد اختلف كذلك على منصور، فروي عنه كما سبق:
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨٢١) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبي، عن سلمان الفارسي، به.
فأسقط أبا معشر، والراجح ما سبق من رواية جرير -فهو ثقة-، عن منصور، عن أبي معشر، به.
وأما عمر بن أبي قيس فهو صدوق يهم ولعل هذا من أوهامه. والله أعلم.
كلاهما (مغيرة بن مقسم، ومنصور بن المعتمر - في الراجح عنهما-) عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبي، عن سلمان الفارسي، به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، عدا قرثع الضبي، كان من القراء الأولين، وهو صدوق من الثانية مخضرم. كما في "التقريب" (٥٥٣٣).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، واحتج الشيخان بجميع رواته غير قرثع، سمعت أبا علي القارئ، يقول: أردت أن أجمع مسانيد قرثع الضبي فإنه من زهاد التابعين، فلم يسند تمام العشرة. المستدرك (١/ ٢٧٧).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (٤٦٣)، عن إسحاق، عن منصور، عن أبي معشر، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن سلمان، مختصراً.
والإسناد بهذه الصورة مقلوب، فإن مغيرة هو الذي يروي عن أبي معشر، كما تقدم، وكذلك فإن أبا معشر ليست له رواية عن مغيرة. والله أعلم.
والحديث في صحيح البخاري (٨٨٣) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال: أخبرني أبي، عن ابن وديعة، عن سلمان الفارسي، قال: قال النبي ﷺ: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى».
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم في "صحيحه" (٨٥٧) من طريق سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ؟ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».