كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الجيم - باب في الترهيب من ترك الجمعة - ج: 2 - ص: 143

وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَصِلُوا الَّذِي بِيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَبِكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُؤْجَرُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا وَتُرْزَقُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ ﷿ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الْجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا فِي شَهْرِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا جُحُودًا بِهَا وَاسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا، وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ، فَلَا جَمَعَ اللهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ، أَلَا وَلَا صِيَامَ لَهُ، أَلَا وَلَا بِرَّ لَهُ، أَلَا وَلَا جِهَادَ لَهُ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ؛ فَإِنْ تَابَ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ؛ أَلَا وَلَا [تَؤُمَّنَّ] (١) امْرَأَةٌ رَجُلًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ فَاجِرٌ بَرًّا إِلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسَوْطِهِ» (٢).

---

(١) وفي (س): يؤمن.
(٢) ضعيف:
وأخرجه ابن ماجه في "السنن" (١٠٨١) وابن فيل في "جزئه" (٤٨)، والعقيلي في "الضعفاء" (٣٠٧٥)، وابن أبي حاتم في "العلل" (١٨٧٨)، والطبراني في "الأحاديث الطوال" (٢١)، وفي "الأوسط" (١٢٦١)، وابن عدي في "الكامل" (١٠٢٤٧ - ١٠٢٤٨)، اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (١٩٣٣)، والشهاب في "مسنده" (٧٢٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٥٥٧٠)، وفي "الشعب" (٢٧٥٤)، وفي "الفضائل" (٢٦١)، وأبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (٩٥) من طريق الوليد بن بكير أبو خباب قال: حدثني عبد الله بن محمد العدوي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله، به.
وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء:
الوليد بن بكير؛ لين الحديث، كما في "التقريب" (٧٤١٧).
عبد الله بن محمد العدوي، متروك رماه وكيع بالوضع. انظر "التقريب" (٣٦٠١).
علي بن زيد، وهو بن جدعان؛ ضعيف. التقريب (٤٧٣٤).
وأخرجه عبد ابن حميد في "المنتخب" (١١٣٧) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦١/ ٣١١ - ٣١٢) -، والدارقطني في "العلل" (١٣/ ٣٥٨) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٥/ ٣٥٨) -، والشهاب في "مسنده" (٧٢٣) من طريق علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، به.
قلت: تقدم القول في على بن زيد وأنه ضعيف.
وقد روي من وجه آخر عن ابن المسيب:
أخرجه أبو يعلى في "المسند" (١٨٥٦) قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله، حدثنا المعافى بن عمران، حدثنا الفضيل بن مرزوق، حدثني الوليد رجل من أهل الخير والصلاح، عن محمد بن علي، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، به.
وهذا إسناد ضعيف، عبد الغفار بن عبد الله؛ ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٥٤) ولم يجرحه ولم يعدله.
وذكره ابن حبان في "الثقات" (١٤١٩٥) على عادته في توثيق المجاهيل.
والوليد هذا لم أهتدي إليه، ولم أجده في تلاميذ محمد بن على من اسمه الوليد، ولا وجدت كذلك من شيوخ فضيل بن مرزوق من اسمه الوليد.
وممن ضعف هذا الحديث:
البيهقي كما في "السنن الكبير"،
وقال النووي: رواه ابن ماجه، والبيهقي وضعفه، في إسناده ضعيفان. الخلاصة (٢٦٥٥).
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان وعبد الله بن محمد العدوي. مصباح الزجاجة (١/ ١٢٩).
وقال ابن حجر: وفيه عبد الله بن محمد العدوي عن علي بن زيد بن جدعان والعدوي اتهمه وكيع بوضع الحديث وشيخه ضعيف. التلخيص الحبير (٢/ ٣٢).