للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٦٠ - وعن مطرف بن الشخير أنه (١) كان يبدو من البصرة على فرسخ أو فرسخين، [وكان] (٢) يركب إلى الجمعة قدر ما يوافي صلاة الصبح بالبصرة، فجاء وقتا وعليه ليل، فلمَّا أن كان قريبا حيث يسمع الأذان نزل عن دابته فصلى ركعتين فخَفَّفْهُمَا، ثم وَضَعَ رأسه، [فرأى] (٣) فيما يري النائم كأن أهل القبور جلوس حِلَقًا حِلَقًا، فسلَّم، فلم يردوا السلام، [فسمعهم يقولون: هذا رجل صالح، هذا جاء يريد الجمعة. فقلت: أراكم تكلمون، وسَلَّمْتُ فلم تردوا السلام؟] (٤) فقالوا: إنَّ السلام حسنة، وإنَّا لا نستطيع أن نزيد في حسنةٍ، قال: قلت: [وتعرفون] (٥) الجمعة؟ قالوا: نعم، ونعلم ما يقول الطير فيه. قال قلت: وما يقول الطير فيه؟ قال: يقول: يوم صالح، يوم صالح، من كل أمر سلام. قالوا: أما أنا قد رأيناك صليت ركعتين وخففتهما، ولو أن أحدنا كانت له الدنيا فيُسأَلَهَا على أن يُصلِّي ركعتين أعطاها كلها وصلى ركعتين، ولكنكم تعلمون ولا تعملون، ونعلم ولا نقدر على العمل (٦).


(١) زيد في (ق): قال.
(٢) وفي (ج) و (س): فكان.
(٣) وفي (ح): فيرى.
(٤) وفي (ق) أخرت هذا الكلام بعد قوله: يقول يوم صالح؛ ولا يستقيم السياق معه السياق.
(٥) وفي (ج) و (ح): تعرفون.
(٦) إسنادها صحيح:
أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٦٢٨٨)، قال حدثنا عفان، قال: حدثنا مهدي، قال: حدثنا غيلان بن جرير، عن مطرف، بنحوه.
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، عفان، هو ابن مسلم، ومهدي هو ابن ميمون؛ وهما ثقتان. انظر "التقريب".
وقد روي من وجه آخر عن مطرف:
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد لأحمد" (١٣٩٥) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٢٠٥) - والبيهقي في "الشعب" (٨٨٦٤) من طريق جعفر بن سليمان، حدثه أبو التياح، قال: كان مطرف، به.
وهذا إسناد صحيح أيضاً.
وقال الذهبي: إسنادها صحيح. السير (٤/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>