للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان حافظاً مبرِّزاً، عاليَ الإسناد، تفرَّد في الدنيا بشيء كثيرٍ من العوالي، وهاجر إلى لُقِيِّهِ الحفاظ.

توفي سنة (٤٣٠ هـ) (١).

٣ - وأما أبو علي ابن الصواف: فهو الشيخ، المحدث، الثقة، الحجة، محمد بن أحمد ابن الحسن بن إسحاق البغدادي.

ولد سنة (٢٧٠ هـ).

قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثلَ أبي علي ابن الصواف.

وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأموناً، ما رأيتُ مثله في التحرز.

توفي سنة (٣٥٩ هـ) وله تسع وثمانون سنة (٢).

وممن سمع "المسند" من ابن الحصين: المسند، المعمَّر، الصالح، أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة، الواسطي البغدادي، الرُّصافي، المكبِّر، وهو آخرُ من روي "المسند" عنه، فالحق الصغار بالكبار (٣).

ولد سنة (٥١١ هـ)، فبادر والدُه إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، فأعلمه أنه ولد له ولدٌ ذكر فقال: سمِّ ابنك حنبلاً، وأسمعه "المسند" فإنه يُعمَّر ويُحتاج إليه (٤). فسمَّعه أبوه وهو في الثانية عشرة من عمره جميعَ "المسند" من ابن الحصين بقراءة نحويِّ عصره أبي محمد بن الخشَّاب، وذلك في رجب وشعبان سنة (٥٢٣ هـ) (٥).

قال ابن الأنماطي (٦): تتَّبعتُ سماع حنبل للمسند من عدة نُسخ وأثبات، وخطوط أئمة أثبات، إلى أن شاهدتُ بها أصول سماعه لجميع "المسند" سوى أجزاء من مسند ابن عباس، شاهدت بها نقل سماعه بخط من يوثق به. وسمعتُ منه جميع "المسند" ببغداد في نيف وعشرين مجلساً، ثم أخذتُ أرغِّبه في السفر إلى الشام، وقلتُ له: يحصُلُ لك من


(١) السير ١٧/ ٤٥٣ - ٤٦٣.
(٢) السير ١٦/ ١٨٤ - ١٨٦.
(٣) ذيل الروضتين ص ٦٢.
(٤) المصعد الأحمد ص ٢٩.
(٥) السير ٢١/ ٤٣١.
(٦) هو الشيخ العالم الحافظ المجوِّد البارع مفيد الشام، تقي الدين أبو الطاهر، إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله، الأنصاري، المصري، الشافعي، المعروف بـ"ابن الأنماطي". ولد سنة (٥٧٠ هـ) وتوفي كهلاً سنة (٦١٠ هـ). "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ١٧٣.