للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٣ - أبو بكر النجاد (٢٥٣ هـ - ٣٤٨ هـ)]

أحمد بن سلمان بن الحسن، أبو بكر النجاد، البغدادي.

العالم الناسك الورع، الحافظ، الفقيه المفتي. كان له في جامع المنصور حلقتان قبل الصلاة للفتوى على مذهب الإمام أحمد، وبعد الصلاة لإملاء الحديث.

وقد اتسعت رواياته، وانتشرت أحاديثه ومصنفاته.

سمع الحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن ملاعب، وأبا داود السجستاني، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن الإمام، وغيرهم.

وكان النجاد إذا أملى الحديث في جامع المنصور يكثر الناس في حلقته حتى يغلق البابان من أبواب الجامع مما يليان حلقته، وكان يملي في حلقة عبد الله بن الإمام، وفيها كان يملي تلميذه من بعده ابن مالك (١) (أبو بكر القطيعي).

وهذا يدل على التوارث الذي أخذ يتناسق على الدهر في رواية الفقه الحنبلي وعلومه في مدينة السلام.

صنف النجاد كتاباً كبيرًا في السنن (٢)، كان محدثاً معدودًا في الحفاظ، حتى كان تلامذته يفرحون به ويقايسونه بابن صاعد. قال أبو الحسن بن رَزقُوَيهْ: النجاد ابن صَاعدنا. وهو يعني -كما قال الخطيب البغدادي: "أن النجاد في كثرة حديثه، واتساع طرقه، وعظم رواياته، وأصناف فوائده، لمن سمع منه، كيحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته في الحديث" (٣).

وصنف أبو بكر النجاد كتابًا كبيرًا في "الخلاف"، قال ابن الجوزي: نحو مائتي جزء (٤).


(١) الطبقات ٢/ ٨.
(٢) تاريخ بغداد ٤/ ١٩٠، والسير ١٥/ ٥٠٣، والرسالة المستطرفة، ص ٣٦.
(٣) تاريخ بغداد ٤/ ١٩٠.
(٤) المناقب، ص ٦١٨.