حياة الإمام أحمد لم تسجل تسجيلًا عاديًا ولم تحفظ لنا في سطور، بل هي حياة حافلة بالمآثر، مليئة بالمناقب، انبرى للتأليف فيها ثلة من المؤرخين والعلماء وأصحاب التراجم، ذلك أن الزهد لا يذكر إلا وذكر معه هذا الإمام، ولا تذكر السنة إلا وأحمد إمامها، ولا يذكر الحديث وأهله إلا والإمام أحمد مرجع الناس في علله وحفظ متونه وأسانيده ورجاله. وهكذا نجد الامام أحمد على غير العادة يترجم له في طبقات الزهاد وفي طبقات الحفاظ وفي طبقات الفقهاء وغير ذلك.
ولهذا لا نستطيع أن نقدم في هذه الوجازة إلا عبون سيرته ومناقبه وأخباره، وذلك حسب التقسيم التالي:
الطور الأول: النشأة والطفولة.
الطور الثاني: طلبه للعلم والرحلة فيه.
الطور الثالث: حياة الإمام أحمد في بغداد إلى بداية المحنة.