للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثناء، حتى قال ابن البناء في مقدمة شرحه له: "وكان بعض شيوخنا يقول: ثلاثة مختصرات في ثلاثة علوم لا أعرف لها نظيرًا: "الفصيح"لثعلب، و"اللمع" لإبن جني، وكتاب "المختصر" للخرقي، ما اشتغل بها أحد وفهمها كما ينبغي إلا أفلح وأنجح" (١).

ويعتبر مختصر الخرقي غير منتسب لكتاب قبله على خلاف ما هي العادة في أن تكون المختصرات تهذيبات وتصحيحات وتصغيرات لأمهات قبلها، فمختصر الخرقي، هو مختصر لفقه الإمام أحمد نفسه (٢)، وخلاصة اجتهاده، كما أن "الرسالة" لإبن أبي زيد القيرواني (٣٨٦ هـ) تعد اختصارًا لفقه الإمام مالك بن أنس، و"مختصر المزني" يعد اختصارًا لعلم الشافعي.

[ثالثا - شروح المختصرات]

لم يشتهر في هذا الدور من المختصرات إلا "مختصر الخرقي" المتقدم، وبالتالي لا نجد من شروح المختصرات إلا ما شرح به المختصر المذكور.

فمن تلك الشروح: شرح المصنف نفسه على ما تذكره بعض المصادر، فقد قال ابن مفلح في مباحث النية في الصيام من كتاب "الفروع" ما نصه: " ... وهذا اختيار الخرقي في شرحه للمختصر" (٣).

وشرحه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المعروف بـ"ابن شاقْلا" (٣٦٩ هـ)، فقد قال أبو يعلى في كتاب"العُدّة" في أصول الفقه: "وذكر أبو إسحاق في جزء وقع إلي من شرح الخرقى، فقال: "أصحابنا على وجهين، فمنهم من يرى تخصيص العلة، ومنهم من لا يرى ذلك" (٤).

وشرحه ابن المسلم: أبو حفص عمر بن إبراهيم العكبري (٣٨٧ هـ).


= (المدخل المفصل ١/ ٤٥٥ وما بعدها).
(١) المنهج الأحمد ٢/ ٢٦٧.
(٢) فقد قال في مقدمته: "اختصرت هذا الكتاب على مذهب الإمام إلي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ... ".
(٣) الفروع ٣/ ٤١، ط. عالم الكتب. ومثله لابن تيمية في "الفتاوى" (٢٥/ ١٠٠).
(٤) العدة في أصول الفقه، لأبي يعلى، ٢/ ٥٦٣، تحقيق د. أحمد بن علي سير المباركي، ط. مؤسسة الرسالة.