للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نتائج جهود المقادسة]

ولا شك في أن آل قدامة، ومن ارتبط بهم من الأسر العلمية قد تركوا في تاريخ الفترة التي عاشوها أثرهم الواضح في النواحي التالية (١):

١ - أسهموا في إشاعة النماذج المثلى للعلم والتقوى في تلك العصور، بما عرف عنهم من السلوك الديني والزهد. وتمثل الإحترام العام لهم في رعاية الحكام لمكانتهم، ومبالغة الناس في تكريمهم.

٢ - امتد تأثيرهم في المدى الزماني عدة قرون، وفي المدى المكاني من الصالحية ودمشق إلى ضواحي الشام (دوما والرحيبة والضمير)، ثم إلى بعلبك، وتراهم في جمَّاعيل، وإلى نابلس، والقدس، ومصر، والإسكندرية، وحرَّان، وأربيل، وبغداد.

٣ - قدموا لنظام الحكم المملوكي أعدادًا كثيرة من رجال القضاء والإفتاء وأصحاب الوظائف الدينية.

٤ - تركوا تراثًا واسعًا من المؤلفات في الفقه الحنبلى، وكتب التراجم والحديث وعلوم القرآن واللغة، وكان إسهامهم الأساسي في بلورة الفقه الحنبلي.

٥ - جمعوا مجموعة واسعة من الكتب المخطوطة، ما تزال بقاياها من ثروة المكتبة الظاهرية بدمشق، وكتبوا منها بخطوطهم الآلاف.

٦ - أسهموا في تلك العصور في تعليم المرأة حتى ظهرت منهم عدة نساء عالمات.

المقادسة نماذج حية في الإلتزام العملي بالإسلام:

كان المقادسة نماذج حية في الإلتزام التام بالإسلام فقها وتفقها وعلما وعملًا، حتى إنه لا يكاد يجاريهم أحد أو ييلغ ما بلغوا من الشأو.

وكان الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد، أخو موفق الدين، وواقف "المدرسة العمرية"


(١) مقدمة الشيخ الدهمان لكتاب "القلائد الجوهرية"، ص ٩ - ١٢.