للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتتلخص جهود الشيخ عبد الله في الأنحاء التالية:

أولاً: في رسالة المسجد التي أداها من خلال دروسه العلمية والوعظية وخُطبه المنبرية. وقد تخرج على يديه عدد من الشيوخ؛ منهم أبناؤه الثلاثة: سليمان، وعبد الرحمن، وعلي، وابن أخيه عبد الرحمن بن حسن.

ثانياً: في جهاد القلم، وتمثل ذلك بكتبه ورسائله التي وجهها لنشر الدعوة والرد على المخالفين؛ بكشف الشبهات وإبطال ما ألصق بها وبرجالها من الآراء والمعتقدات الباطلة التي هم منها برآء.

وترك من الكتب والمصنفات: مختصر سيرة ابن هشام، وجواب السنة في نقض كلام الشيعة والزيدية، والتوضيح عن توحيد الخلاف، والكلمات النافعة عن المكفرات الواقعة، وكتاباً في المناسك.

ثالثاً: القضاء، فقد تولى قضاء الدرعية في عهد الإمام عبد الله بن سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى.

وكان الشيخ آية في الزهد والورع والإستقامة في دين الله، متحلياً بحلية السلف من الأخلاق العالية، كما كان داعية خير ورشد، عازفاً عن الدنيا مقبلاً على الآخرة، صادعاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم (١).

٢ - الشيخ عبد لله بن عبد الرحمن الملقب بـ "أبا بُطين" (١١٩٤ - ١٢٨٢ هـ):

وأبا بُطين، أو: البابطين لقب أسلافه أيضا، وهو علم على بيت من البيوت القديمة في نجد، انتشرت فروعهم فيما بعد بين الكويت والملكة العربية السعودية.

ولد الشيخ عبد الله في روضة سدير بنجد، وفيها نشا وتعلم على قاضيها وفقيهها الشيخ محمد بن طراد الدوسري، ولازمه ملازمة تامة مع ما وهبه الله من الذكاء الوقاد والذاكرة القوية، فمهر في الفقه. ثم ارتحل إلى شقراء، فأخذ عن قاضيها الشيخ عبد العزيز الحصين. ثم رحل إلى الدرعية فأخذ عن علمائها التوحيد والتفسير والحديث


(١) نرجمته في: علماء نجد ١/ ١٦٩، وروضة الناظرين ١/ ٣٢٧.