للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الخامس

وفاة الإمام أحمد ومجمل مناقبه وعلمه

[وفاة الإمام أحمد]

لما استكمل الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ٧٧ سنة من العمر، ودخل في الثامنة والسبعين أصابته حمى، وذلك في أول يوم من شهر ربيع الأول من سنة ٢٤١ هـ، فكثر عواده وتردد عليه الأطباء منذ ذلك الحين، وكان قد كتب وصيته قبل ذلك، على عادة العلماء العاملين، وهذا نص تلك الوصية المباركة:

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

هذا ما أوصى به أحمد بن حنبل، أوصى: أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته: أن يعبدوا الله في العابدين، وأن يحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصى: أني رضيت بالله -عَزَّ وَجَلَّ- ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًا. وأوصى: أن لعبد الله بن محمد، المعروف بفُورَان عليّ نحوًا من خمسين دينارًا، وهو مصدق فيما قال، فيقضى ماله علي من غلة الدار، إن شاء الله، فإذا استوفى أُعطي ولدُ صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل كل ذكر وأنثى عشرة دراهم، بعد وفاء مال أبي محمد.

شهد

أبو يوسف، وصالح وعبد الله ابنا أحمد بن محمد بن حنبل" (١).


(١) المناقب ص ٤٥٤، البدابة والنهاية ١٤/ ٤٢١، المنهج الأحمد ١/ ١١٣.