هو أجمع كتاب في "الآداب الشرعية"، فيما نعلم، "فقد جمع فيه المؤلف من النقول المتعلقة بالآداب نظير ما جمع في "الفروع"، من الأحكام الفقهية، وقد اشتمل على جملة كبيرة من الآداب الشرعية والمنح المرعية التي يحتاج إلى معرفتها أو معرفة كثير منها كل عالم أو عابد، بل كل مسلم. وقد كاد ابن مفلح أن يستوعب ما صُنف في جوامع الآداب، كتصنيف أبي داود، والخلال، وتلميذه عبد العزيز، وأبي حفص البرمكي، وأبي علي بن أبي موسى، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وغيرهم. وأضاف إلى ذلك المصنفات الجزئية المتعلقة بموضوع واحد، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعاء، والطب، واللباس، وغير ذلك، كتصانيف الطبراني والآجري، وأبي محمد الخلال، والقاضي أبي يعلى، وابنه، وابن الجوزي، وغيرهم (١).
وأكثر من النقل عن مثل "الفنون" لإبن عقيل، و"الرعاية الكبرى" لإبن حمدان، و"المستوعب" للسامرّي.
ويحتوي هذا الكتاب -فضلاً عن الآداب- على كثير من الفقه الذي يستعرضه ابن مفلح استطراداً وتبعاً، حتى صار مصدراً من المصادر الثانوية في ذلك، ولهذا أدخله المرداوي -إلى جانب "الفروع"- في جملة مصادر كتابه "الإنصاف"، كما نص على ذلك في المقدمة (ص: ١٩ - ٢٠).
* * *
١٤١ - يوسف المَرْدَاوي (٧٦٩ هـ)
هو يوسف بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو المحاسن، جمال الدين، المرداوي، المقدسي.
ترجمه الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" (٤/ ٤٧٠). (ط. دار الجيل).
(١) الآداب الشرعية ١/ ٢. نشر مكتبة الرياض الحديثة.