وبرز في ظل المملكة منذ نشأتها إلى اليوم ثلّةكبيرة من العلماء، ممن لهم إسهام سابغ في النهضة العلمية عموماً وخدمة المذهب الحنبلي خصوصاً، نذكر منهم:
[١ - الشيخ سعد بن حمد بن علي ابن عتيق (١٢٦٧ - ١٣٤٩ هـ)]
وُلد ببلدة الحلوة: إحدى قرى الأفلاج، وتعلم في صغره على والده الذي كان قاضياً في حوطة سدير، فتعلم التوحيد والتفسير والحديث والفقه والنحو، ثم رحل إلى الهند بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره، مكث بها تسع سنين فقرأ على كبار محدثيها، كالشيخ صديق حسن خان والشيخ نذير حسين الدهلوي وغيرهما. ثم عاد إلى مكة المكرمة فحج وأخذ عن جماعة من علمائها من بين نجديين وحجازيين وهنديين، حتى بلغ في العلم مبلغاً عظيماً، إلى جانب الغيرة الشديدة في الدين والصلابة في العقيدة.
ويعد عودته إلى الأفلاج عيّنه الإمام عبد الله بن فيصل قاضياً على الأفلاج، فاستمر على ذلك إلى أن دخل الملك عبد العزيز -رَحِمَهُ اللهُ- الرياض سنة (١٣١٩ هـ) فنقله إليها وولّاه قضاء سكان البادية المحيطة بالرياض والقادمين إليها، وولاه أيضاً إمامة الجامع الكبير، وكان يعقد حلقتين للدروس، فأقبل عليه الطلاب وحفوا به وانتفعوا بعلمه، فتخرج على يديه عدد من أكابر العلماء من أمثال: الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ، والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ عبد الله العنقري، وغيرهم. وإلى جانب هذا أورث منثورات من بين كتب ورسائل وفتاوى، من ذلك:
١ - نظم زاد المستقنع سماه "نيل المراد بنظم متن الزاد". لم يكمله، فأكمله الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سحمان.
٢ - حجة التحريض في تحريم ذبح المريض. توجد منها نسخة في مكتبة جامعة اللك سعود (٢١٥).
٣ - فتاوى ورسائل منثورة تبلغ نحو الأريعين رسالة. جمعت وطبعت بعنوان:"المجموع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق".