للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ابن بطة طويل اليد، متضلعاً في رواية الحديث والدفاع عن عقيدة السلف، فقد ألف في ذلك "السنن" والإبانتين "الكبرى" و"الصغرى". ولم يغفل جانب الفقه والتصدي لإفتاء الناس، وإرشادهم فيما يشكل عليهم من أموردينهم، فقد أولى ذلك عناية خاصة، ووجّه إليه همته منذ وقت مبكر، حتى ليقال: إنه أفتى وهو ابن خمس عشرة سنة، ولهذا يرد اسمه في بعض المصادر مقرونًا بوصف: الفقيه.

وقد صنف في عدد من المسائل الفقهية، بحيث بلغت مصنفاته في هذا الشأن خمسة وعشرين مضنفاً من مجموع خمسة وثلاثين.

فلا غرو أن نجده مشاركاً في تكوين الإختيارات والترجيحات في المذهب

الحنبلي.

مؤلفاته:

مؤلفاته كثيرة، حتى إنها لتنوف على المائة، ذكر منها ابن أبي يعلى (١٩) عنوانًا، منها: "الإبانة الكبرى". و"الإبانة الصغرى" و"السنن"، و"المناسك"، و"الإمام ضامن"، وغير ذلك (١).

٨ - ابن المُسْلِم (٣٨٧ هـ):

عمر بن إبراهيم بن عبد الله، أبو حفص، العكبري، الشهير بابن المُسْلِم.

سمع من أبي علي الصواف، وأبي بكر النجاد، وأبي محمد بن موسى، وغيرهم.

ورحل إلى الكوفة والبصرة وغيرهما من البلدان، وسمع من شيوخهما. وصحب من فقهاء الحنابلة: عمو بن بدر المغازلي، وأبا بكر عبد العزيز، وأبا إسحاق بن شَاقْلَا، وأكثر ملازمة ابن بطة العكبري.

ومعرفة ابن المسلم بالمذهب الحنبلي معرفة عالية، وقد صنف فيه تصانيف عديدة، منها: "المقنع"، و"شرح الخرفي"، و"الخلاف بين أحمد ومالك"، و"رؤوس المسائل"، و"الآداب" (٢).


(١) الطبقات ٢/ ١٤٤، السير ١٦/ ٥٢٩، المنهج الأحمد ٢/ ٢٩١. وقد أحصى الدكتور سليمان بن عبد الله العمير (٣٥) عنوانًا من مؤلفات ابن بطة في مقدمة تحقيقه لكتاب "إبطال الحيل".
(٢) الطبقات ٢/ ١٦٣، المنهج الأحمد ٢/ ٣٠٠، المدخل المفصل ٢/ ٩٦٧.