للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، قدس الله روحه، ونور ضريحه، من أعظم الكتب نفعًا وأكثرها جمعًا، وأوضحها إشارة، وأسلسها عبارة، وأوسطها حجمًا، وأغزرها علمًا، وأحسنها تفصيلًا وتفريعًا، وأجمعها تقسيمًا وتنويعًا، وأكملها ترتيبًا، وألطفها تبويبًا؛ قد حوى غالب أمهات مسائل المذهب، فمن حصَّلها فقد ظفر بالكنز والمطلب) (١).

• وأما "الكافي":

فهو كتاب وسط فوق "المقنع" ودون "المغني"، وهو أعظم مصنفاته بعد "المغني" إذ عرض فيه المذهب عرضًا وسطًا بين الإطالة والإختصار، فهو يعرض المسألة، ويتبعها بالدليل في يسر وبساطة تجعلانها تستقر في الذهن، وتعود مطالعه ودارسه على مجاوزة التقليد إلى الدليل، ثم يسمو به إلى مناقشة هذه الأدلة، وهي من أبرز ما يتميز به مذهب الإمام أحمد على غيره (٢). وقد بين المصنف مقصده من هذا الكتاب في خطبته، فقال:

توسطت فيه بين الإطالة والإختصار، وأومأت إلى أدلة مسائله مع الإقتصار، وعزوت أحاديثه إلى كتب أئمة الأمصار، ليكون الكتاب كافيًا في فنه عما سواه، مقنعًا لقارئه بما حواه، وافيًا بالغرض من غير تطويل، جامعًا بين بيان الحكم والدليل. وبالله أستعين وعليه أعتمد. (٣)

• المحرر:

عنوان الكتاب:

يعرف هذا الكتاب باسم "المحرر" هكذا على التجريد والإفراد، ويقال: "المحرر في الفقه"، وقد ألمح المصنف في المقدمة إلى ذلك فقال: هذبته مختصرًا، ورتبته محررًا.

• المؤلف:

هو الفقيه، المحدث، الأصولي، النحوي، المقرئ، شيخ الإسلام، مجد الدين، أبو البركات عبد السلام بن عبد الله ابن أبي قاسم بن خضر بن محمد بن علي بن تيمية،


(١) الإنصاف ١/ ٥، طبعة دار هجر.
(٢) مقدمة طبعة دار هجر للكافي ص ٧.
(٣) الكافي ١/ ٣، ط. دار هجر، القاهرة، ١٩٩٧.