للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطور الثالث

حياة الإمام أحمد في بغداد إلى بداية المحنة

• أسرة الإمام أحمد:

تزوج الإمام أحمد بعدما أوفى على الأربعين من عمره، فتزوج في البداية عباسة بنت الفضل، أم ولده صالح، أحد رواة علمه وحافظي مذهبه، ولم تنجب غيره حتى توفيت -رَحِمَهَا اللهُ-. فتزوج بعد وفاتها ريحانة بنت عمر، أم ولده عبد الله.

قال ابن الجوزي: وهاتان زوجتان وما عرفنا أنه تزوج ثالثة (١). يعني بذلك أن بقية أولاده ما عدا صالحًا وعبد الله إنما كانوا من جاريته حُسنَ التي اشتراها بعد وفاة ريحانة أم عبد الله، فولدت حسنُ للإمام أحمد زينب أم علي، والحسن والحسين، وهما توأم، لكن لم يلبثا أن ماتا، ثم ولدت الحسن ومحمدا، فعاشا حتى صارا من السن إلى نحو من أربعين سنة، ثم ولدت سعيدًا (٢).

• الإمام أحمد بعد زواجه:

كان الإمام أحمد يفضل عيش الكفاف طيلة حياته، ما ثبت عنه أنه ترفه يومًا بنعيم، أو تفكه بطيب عيش ولذيذ طعام وفاخر ثياب ورياش بيت، ولم يكن ذلك منه عن قلة ذات اليد، مع تلهف النفس وحرصها على أن تبلغ المنى في الرخاء والهناء، بل كان ذلك عن رغبة وزهد، وقناعة وغنى في القلب، ولو أراد أن يعيش عيشة المترفين والأغنياء لكان ذلك ميسور المنال داني القطوف، فقد كانت بغداد في ذلك الوقت مليئة بخيرات الدنيا، لا تنقطع


(١) المناقب ص ٣٧٥.
(٢) طبقات الحنابلة، لإبن أبي يعلى ١/ ٤٢٧ , المناقب، ص ٣٧٦، والسير ١١/ ١٨٥. ولم تسعفنا المصادر بأخبار متكاملة عن الحسن ومحمد وسعيد.