للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب - وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يضع قدمه" نؤمن به، ولا نرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال، بل نؤمن بالله ويما جاء به الرسول. قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧] (١).

جـ - وقال حنبل: وسمعت أبا عبد الله، وسأله رجل عن رفع اليدين في الصلاة، فقال: يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه، وعن أصحابه أنهم فعلوه: إذا افتتح، وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع. قلت له: فبين السجدتين؟ قال: لا. قلت: فإذا أراد أن ينحط ساجدًا؟ قال: لا، فقال له عباس العنبري: يا أبا عبد الله، أليس يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعله؟ قال: هذه الأحاديث أقوى وأكثر (٢).

[٩ - سليمان بن الاشعث أبو داود (٢٠٢ هـ - ٢٧٥ هـ)]

هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق، أبو داود، الأزدي، السجستاني.

وهو أحد أصحاب الكتب الستة المصنفة في الأصول الحديثية التي أجمع عليها أهل الإسلام.

وهو ممن رحل، وطوف، وجمع، وصنف، وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والبصريين. وترجمته في طبقات المحدثين مشهورة حافلة، ولذلك سنوجز الكلام فيه على ما يتعلق بالفقه والرواية عن الإمام أحمد، وعلاقته به.

ألف الإمام السجستاني كتاب "السنن"، وهو كتاب يصنف في كتب "أحاديث الأحكام"، وبالتالي يكون قد رتب أبو داود أدلة الفقه الحنبلي، بل أدلة الفقه الإسلامي ومهدها للفقهاء على اختلاف المذاهب، حتى إن الغزالي اعتبره كافيًا لطالب الإجتهاد في خصوص المعرفة بالسنة (٣)،

قال الخطابي في مقدمة "معالم السنن": "اعلموا رحمكم الله أن كتاب السنن لأبي داود -رَحِمَهُ اللهُ- كتاب شريف لم يصنف في علم الدين كتاب مثله، وقد رزق القبول من


(١) الطبقات ١/ ١٤٤.
(٢) المنهج الأحمد ١/ ٢٠٤.
(٣) "المستصفى" ٢/ ٣٨٤.