للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٨ - حنبل بن إسحاق (؟ - ٢٧٣ هـ)]

هو حنبل بن إسحاق بن حنبل، أبو علي، الشيباني، ابن عم الإمام أحمد.

ولد حنبل قبل المائتين، فهو من كبار أصحاب أحمد في السن والرواية، وسمع الحديث من محمد بن عبد الله الأنصاري، وسليمان بن حرب، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، والحميدي، وأبي الوليد الطيالسي، وخلقٍ كثيرٍ من طبقة شيوخ البخاري، وبعض شيوخ أحمد.

يُعدّ حنبل ثالث ثلاثة ممن اختصهم الإمام أحمد بإسماعهم "المسند" في بيته، والإثنان الآخران هما ولداه: عبد الله وصالح.

قال عن نفسه: "جمعنا عمي، لي، ولصالح، ولعبد الله، وقرأ علينا "المسند". وما سمعه منه -يعني تامًا- غيرنا، وقال لنا: إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمئة وخمسين ألفًا، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه، وإلا فليس بحجة" (١).

ولحنبل مسائل كثيرة رواها عن أحمد، والعجب أن المرداوي لم يذكره في زمرة المكثرين.

وقد وصف الخلّال تلك "المسائل"، فقال عنها: "قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بغير شيء، وإذا نظرت في "مسائله" شبهتها في حسنها وإشباعها، وجودتها بمسائل الأثرم" (٢).

مؤلفاته:

كتاب "الفتن"، وكناب "المحنة"، وكتاب "التاريخ". وله جزء حديثي. بالإضافة إلى كتاب "المسائل" عن الإمام أحمد.

نماذج من مسائله:

أ - قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: لم يزل الله متكلمًا، والقرآن كلام الله -عَزَّ وَجَلَّ- غيرمخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيء أكثر مما وصف به نفسه -عَزَّ وَجَلَّ-.


(١) الطبقات ١/ ١٤٣. وقوله: "جمعنا عمي" مجاز شبه الأدب مع الإمام أحمد، لأنه كان أكبر منه سنًا، وإلا فالحقيقة أنه ابن عمه، وسبق التعليق ص ١٢٧ على قوله: فما اختلف فيه. . الخ.
(٢) المصدر السابق ص ١٤٣.