للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحران من قبل الوالد السعيد، كلتب له عهدًا بولاية القضاء بحران. وكان ناشرًا لمذهبنا داعيًا إليه في تلك الديار، وكان فقيهها وواعظها وخطيبها ومدرسها" (١).

وهذا يدل على أنه صاحب الفضل والسبق في نشر المذهب هناك، وأنه خدم المذهب الحنبلي من خلال: القضاء، والفتوى، والوعظ والخطابة، والتدريس، والتأليف.

ومن تأليفاته القيمة:

اختصار "المجرد" الذي صنفه شيخه أبو يعلى، و"رؤوس المسائل" و"أصول الفقه" و"أصول الدين" و"النظام بخصال الأقسام" (٢).

والذي يتراءى لنا من سياقة تراجم حنابلة حرّان، أن هذه البلدة كانت خالصة لهم، لا ينازعون فيها، فكانت مقاليد القضاء والفتوى مسندة إليهم، ففي ترجمة فتيان بن مياح (٥٦٦ هـ ظنًا) قال ابن رجب (٣):

"وتفقه بمذهب الإمام أحمد، وعاد إلى بلده، فأفتى ودرّس به إلى أن مات" وفي ترجمة حامد بن محمود (٥٧٠ هـ) قال (٤): "شيخ حرّان وخطيبها ومفتيها ومدرسها".

ونقل عن الشيخ ناصح الدين ابن الحنبلي أنه قال فيه: "كان شيخ حرّان في وقته، بنى نور الدين محمود المدرسة في حَرّان لأجله، ودفعها إليه، ودرس بها، وتولى عمارة جامع حرّان، فما قصر فيه".

وفي ترجمة فخر الدين ابن تيمية (٦٢٢ هـ) نجد: "شيخ حَرَّان وخطيبها .. ولي الخطابة والإمامة بجامع حرّان، والتدريس بالمدرسة النورية. وبنى هو مدرسة بحران أيضًا. قال الناصح ابن الحنبلي: انتهت إليه رئاسة حَرَّان، وله خطبة الجمعة، وإمامة الجامع، وتدريس بالمدرسة النورية، وهو واعظ البلد، وله القبول من عوام البلد، والوجاهة عند ملوكها" (٥).


(١) الطبقات ٢/ ٢٤٥.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٤٣.
(٣) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٣١٥.
(٤) المصدر السابق ١/ ٣٣٢.
(٥) المصدر السابق ٢/ ١٥١ - ١٥٢.