للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأستاذ محب الدين الخطيب حين ذكر وفاته في مجلة "الفتح": وهو -أي ابن بدران- من أفاضل العلماء .... وتلقى العلم عن المشايخ مدة خمس سنوات، ثم انصرف إلى تعليم نفسه بنفسه، فكان من أهل الصبر على التوسع في اكتساب العارف من العلوم الشرعية والأدبية والعقلية والرياضية، وهو حنبلي المذهب (١).

٦ - أعماله وآثاره:

عمل الشيخ ابن بدران عضوًا في شعبة المعارف في دوما، وعُين مصححًا ومحررًا بمطبعة الولاية وجريدتها، كما أنه اشترك في عهد الأتراك بتحرير جريدة المقتبس، وكتب في صحف دمشق، كالمشكاة والشام والكائنات والرأي العام (٢).

ثم اشتغل بالتدريس والتعليم، فكان يدرس في الجامع الأموي المفسير والحديث والففه (٣). وولي إفتاء الحنابلة، وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار في مباني دمشق القديمة، فكان أحيانًا يستعير سلّمًا خشبيًا وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسمًا فوق باب، ومنها جمع مادة علمية وافرة لكتابه "منادمة الأطلال".

وترك الشيخ ابن بدران آثارًا عديدة تمثلت بعدد من التلاميذ؛ النين صاروا فيما بعد أدباء وعلماء، ورواد أدب وفكر، منهم: المؤرخ الشيخ محمد أحمد الدهمان، والمؤرخ خير الدين الزركلي، وعبد الحليم بن علي بن سماية المغربي، والشيخ عبد الحكيم الأفغافي، والشيخ محمد صالح العقاد، والأديب الشاعر محمد سليم الجندي.

كما تمثلت آثاره بعدد من الكتب المتعددة الفنون، تجاوزت الأربعين مصنفًا (٤)، نذكر أهمها:

١ - تهذيب تاريخ دمشق لإبن عساكر.

٢ - حاشية على أخصر المختصرات للبَلْبَاني.

٣ - حاشية على شرح منتهى الإرادات.


(١) علامة الشام ص ٣٣؛ نقلًا عن مجلة "الفتح" عدد ٦٧ الصادر في ٢٥/ ٤/ ١٣٤٦.
(٢) علامة الشام ص ٣٥.
(٣) علامة الشام ص ٣٦ نقلًا عن "أعلام الأدب والفن" ١/ ٢٢٤، للأستاذ أدهم الجندي.
(٤) جرد الأستاذ محمد بن ناصر العجمي مؤلفات ابن بدران في كتابه "علّامة الشام" جردًا مستقصيًا ومعرفًا بمكان وجود مخطوطاتها وما طبع منها، فبلغ في تعداده (٤٦) عوانًا.