للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفيقه أن يصلوا إلى ييان الصحيح من الضعيف، والراجح من المرجوح، والمحفوظ من الشاذ في تلك الروايات، كما أوضح المرداوي ذلك في "تصحيح الفروع" وابن بدران في "المدخل" (١).

ويهذه الجهود الضخمة خلف علماء الحنابلة تراثاً فقهياً ضخماً يتمثل في مصنفاتهم الكثيرة والمتنوعة، كثرة وتنوعاً تستعصي على الاستقصاء، وتعزب عن الحصر والإحاطة، وكيف لا، وهذا "مختصر الخرقي" عليه المئات من الشروح، حتى قال يوسف بن عبد الهادي (٩٠٩ هـ) في آخر شرحه لغريب هذا "المختصر": قال شيخنا عز الدين المصري، إنه ضبط له ثلاثمائة شرح، وقد اطلعنا له على قريب العشرين شرحاً (٢).

وسنحاول أن نعرف بأهم المؤلفات في المذهب الحنبلي، التي اعتمد عليها العلماء والطلاب والباحثون، وعم نفعها، وبنى عليها الفقهاء في الفتوى والتأليف،- ولن نستقصي هنا في سرر المصنفات لأن ذلك سيكون بإذن الله في قسم مستقلٍّ خاصٍّ بذكر مؤلفات الحنابلة.

وذلك في ثلاثة مباحث رئيسة:

المبحث الأول: في فنون الفقه التي توزعتها التصانيف.

المبحث الثاني: في ترتيب المكتبة الفقهية الحنبلية.

المبحث الثالث: في التعريف بأشهر الكتب المعتمدة في المذهب.


(١) الفروع مع تصحيحه ١/ ٦٤، عند قول المرداوي: (مسألة- ا) قول المصنف -رَحِمَهُ اللهُ- في الخطبة: "وإذا نقل عن الإمام في مسألة قولان، فإن أمكن الجمع ... ألخ" والمدخل، لإبن بدران، ص ١٢٦ وما بعدها.
(٢) الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي، ليوسف بن عبد الهادي، ص ٨٧٣، تحقيق رضوان بن غربية. ط. دار المجتمع، جدة.