للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"التنبيه" لغلام الخلّال، و"الإرشاد" لإبن أبي موسى، و"الجامع الصغير" و"الخصال" للقاضي أبي يعلى، و"الخصال" لإبن البنا، وكتاب "الهداية" لأبي الخطاب، و"التذكرة" لإبن عقيل".

ثم قال: "فمن حصل كتابي هذا أغناه عن جميع هذه الكتب المذكورة، إذ لم أُخلَّ بمسألة منها إلا وقد ضمنته حكمها، أو ما فيها من الروايات، وأقاويل أصحابنا التي تضمّنتها جميع هذه الكتب، اللهم إلا أن يكون في بعض نسخها نقصان، ولقد تحريت أصح ما قدرت عليه منها.

ثم زدت على ذلك مسائل وروايات لم تذكر في هذه الكتب نقلتها من "الشافي" للخلال (١)، ومن "المجرد"، ومن "كفاية المفتي" ومن غيرها من كتب أصحابنا - رضي الله عنهم -" (٢).

وبهذا يكون السامري قد أبدع لونًا من التأليف لم يُسبق إليه في صفوف الحنابلة، وهو استيعاب عدد من المصنفات الأساسية في المذهب الحنبلي قد يعسر على المتأخرين هضمها والإحاطة بما فيها، وصياغتها في كتاب واحد "مرتبًا ترتيبًا لم يرتبه مَنْ تقدَّم، بجمعِ متفرقٍ، وتسهيلِ صعبٍ، واختصارِ مطوَّل، وتفسيرِ مجملٍ، وإيضاحِ مشكلٍ" (٣)، مستنكرًا ما شاع بين الناس من قولهم ما تركَ الأول للأخير شيئًا. ومسترشدًا بقول علي عليه رضوان الله: "قيمة كل امرئ ما يحسن". وقوله أيضًا: "الناس أبناء ما يحسنون".

ويتميز كتاب "المستوعب" بالإكثار من ذكر الآداب الفقهية، ومن أجل ذلك أفاد منه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" كثيرًا.

وللسامري ترجيحات واختيارات يذكرها في هذا الكتاب بقوله تارة: "وهو الصحيح عندي" أو: "الصحيح عندي كذا .. " أو: "وعندي .. " أو: "والتحقيق عندي .. ".


(١) كذا، والصواب: غلام الخلال.
(٢) المستوعب ١/ ٧٦ - ٧٩.
(٣) المستوعب ١/ ٨٠.