الأرناؤوط. وصدر في خمسة مجلدات، وأعيد طبعها مصورة أكثر من عشرين مرة.
وقام الأستاذ محمد أديب الجادر بإعداد فهارس تفصيلية لهذه الطبعة، طُبعت في مجلد مستقل، أُلحق بالمجلدات الخمسة.
• وصف الكتاب:
هو كتاب جامع في فقه السيرة النبوية، والشمائل المحمدية. وقد استوعب ابن القيم -رَحِمَهُ اللهُ- فيه هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في شؤونه العامة والخاصة، واستوفى الكلام عن أطوار حياته، وما صاحبها من أحداث، ومالابسها من أمور يجدر بكل مسلم أن يقف عليها ويتبين أمرها، شأنه -رَحِمَهُ اللهُ- في كل تصانيفه التي تجري على نسق واحد من الجودة والإتقان، والإحاطة بالموضوع من جميع نواحيه، بحيث لا يدع لباحث بعده مجالاً لأن يقول شيئاً.
ويعد الكتاب موسوعة عظيمة لعلوم شتى من: السيرة، والفقه، والتوحيد، وعلم الكلام، واللطائف في التفسير والحديث واللغة والنحو، وغير ذلك.
ومن المدهش أن هذا الكتاب أملاه صاحبه في حال السفر والنأي عن داره ومكتبته، وقد تحدث عن ذلك في المقدمة، فقال:
"وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وسيرته وهديه، اقتضاها الخاطر المكدود على عُجره وبُجره، مع البضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبواب السُّدَد، ولا يتنافس فيها المتنافسون، مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة، والقلب بكل وادٍ منه شعبة، والهمة قد تفرقت شَذَر مَذَر، والكتاب مفقود، ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود"(١).
ونظراً لما فيه من كثرة الأبحاث الفقهية نظمته في سلك موارد الفقه الحنبلي، مع أن الظاهر من عناوين أبحاثه لا يوحي بذلك، ومن خَبَر المزادة عرف ما فيها.
(١) زاد المعاد ١/ ٦٩ - ٧٠، الطبعة (٢٩) مؤسسة الرسالة.