للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} (١). وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الله بن عمرو بن العاص: "ألم أُخْبَر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ " قال: قلت: إني أفعل ذلك. قال: "فإنك إذا فعلت هجمت عينك ونَفِهت (٢) نفسك، وإن لنفسك حقاً، ولأهلك حقاً، ولزوجك حقاً؛ فصم وأفطر وقم ونم" (٣).

فما كان من هذه العوارض خاصاً بنفس صاحبه فعلاجُه الموعظة الشرعية والتربية. وما كان متعدّياً إلى إضرار الناس بالفعل أو بالقول - مثل من يدعو الناس إلى اتباعه في هذه الرعونات - فعلاجهُ العقوبات.

فوليُّ الأمر يُجبر تارك الاكتساب بأن يكتسب لعياله، وينفي مَن يدعو الناس إلى بدعته كما نفى عمر صَبِيغاً (٤) عن البصرة. وقد كان


(١) الإسراء: ٣١.
(٢) بفاء، وهو من باب تعب، وبمعناه أيضاً، وفسر بمعنى كلت. اهـ. تع ابن عاشور.
(٣) انظر ١٩ كتاب التهجد بالليل، ٢٠ باب حدثنا علي بن عبد الله. خَ: ٢/ ٤٩؛ وبلفظ آخر ٣٠ كتاب الصوم، ٥٩ باب صوم داود عليه السلام، وبمثله ورد في ٥٤ كتاب الأنبياء، ٣٧ باب قول الله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، ح ٣، حديث عبد الله عمرو بن العاصي. خَ: ٤/ ١٣٤؛ انظر ١٣ كتاب الصيام، ٣٥ باب النهي عن صوم الدهر، ح ١٨٨. مَ: ١/ ٨١٦؛ انظر بألفاظ مختلفة، ٢٢ كتاب الصيام، ٧٨ باب ذكر الزيادة في الصيام والنقصان، وذكر اختلاف الناقلين لخبر عبد الله بن عمرو فيه. نَ: ٤/ ٢١٢ - ٢١٣.
(٤) بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة. اهـ. تع ابن عاشور.
وهو صبيغ بن عسل العراقي. رجل طلب العلم فأخطأه. فلم يزل وضيعاً في قومه بعد أن كان سيداً فيهم. كان يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد =

<<  <  ج: ص:  >  >>