للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله: "من يشتري بئر رومة فيكون دلوُه فيها كدلاء المسلمين" (١) فاشتراها عثمان وتصدّق بها للمسلمين. وتصدّق سعد بن عبادة بمخراف له عن أمه تُوفّيت (٢). وكانت هذه الصدقات أوقافاً ينتفع


= أحبَّ أمواله إليه بَيْرُحاء، وكانت مستقبلة المسجد. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحب أموالي إليّ بَيْرُحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها، يا رسول الله، حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بخْ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح. وقد سمعتُ ما قلتَ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين". فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه".
انظر ٢٤ كتاب الزكاة، ٤٤ باب الزكاة على الأقارب. خَ: ٢/ ١٢٦؛ انظر ١٢ كتاب الزكاة، ١٤ باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، ح ٤٢. مَ: ٢/ ٦٩٣؛ انظر ٥٨ كتاب الصدقة، ١ باب الترغيب في الصدقة، ح ٢. طَ: ٢/ ٦٩٥ - ٦٩٦.
(١) تقدم: ٤٦٠/ ١.
(٢) أورد هذا الخبر البخاري فيما رواه عكرمة عن ابن عباس أن سعد بن عبادة، رضي الله عنه، توفيت أمه وهو غائب عنها. فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها. أينفعها شيء إن تصدقتُ به عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها. ٥٥ كتاب الوصايا، ١٥ باب إذا قال أرضي أو بستاني صدقة لله عن أمّي فهو جائز، وإن لم يبين لمن ذلك. خَ: ٣/ ١٩١.
قال ابن حجر: المخراف المكان المثمر، سمّي بذلك لما يخرف منه أي يُجنى من الثمرة، تقول: شجَرة مخراف ومثمار. قاله الخطابي. وفي رواية عبد الرزاق: "المخرف" بغير ألف: اسم الحائط المذكور، والحائط: البستان. انظر: الفتح: ٥/ ٣٨٥ - ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>