للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرابع

حقن الحليب

المطلب الأول

حقيقة حقن الحليب

كان مفهوم الحقن متداولاً منذ القرون الأولى، وتطرق الفقهاء منذ ذلك الحين إلى أثر الحقنة في الرضاع، غير أنهم أرادوا به غالبًا ما يتم إدخاله من طريق الدبر. (١)

وأطلق مصطلح الحقن في الوقت المعاصر أيضًا على السوائل المعطاة عبر الوريد مباشرة، وذلك إذا لم تتمكن التغذية الأنبوبية من تقديم الاحتياجات الغذائية والسوائل لوجود مشاكل بالهضم، فيمكن في هذه الحال إعطاء سوائل مغذية مباشرة عن طريق الوريد حقنًا؛ في طريقة تُعرف بالتغذية غير المعوية أو التغذية الوريدية، والتي يمكن أن تغطي كامل الاحتياجات الغذائية للمريض، ودون الحاجة للإقامة بالمصحة في بعض الأحيان، وتتكون المغذيات الوريدية من خليط مركب من الجلوكوز والبروتين والدهون والفيتامينات والمعادن، ويتم تناولها بالحقن بالتسريب المتواصل لعدة ساعات على مدار اليوم، وهذا ما يسمى بالتغذية غير الهضمية.

وثمة العديد من الأحوال التي تستدعي استخدام التغذية الوريدية؛ مثل: وجود انسداد بالأمعاء، أو إسهال أو تقيء حادَّين، أو عقب إجراء عمليات جراحية بالجهاز الهضمي، أو


(١) ينظر: الجصاص: المصدر السابق، (٥/ ٢٧٣). ابن عابدين: المصدر السابق، (٤/ ٤٠٢). النووي: المصدر السابق، (٩/ ٧).

<<  <   >  >>