للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث عشر

مسؤولية الطبيب في استخدام الوسائل الحديثة المتعلقة بالرضاع

غاية العمل الطبي والمقصود منه، هو حفظ الإنسان بتحصيل مصلحته ودفع مضرته، وحيث كان الأطباء بشرًا؛ فقد يتسبب بعضهم في إتلاف الأنفس أو الأعضاء والمنافع، ولهذا شرع الله الزواجر لحماية الناس.

وقد زادت أهمية الطب على أي وقت مضى، وبلغ شأنه في العناية بمرافقه وإنشاء مؤسات مختصة، وتزويدها بأحدث الآلات؛ الأمر الذي حدا بالدول والمنظمات إلى إعداد لوائح تنظم هذه المهنة، وتؤمن الناس على أبدانهم وأرواحهم.

ومما لا خلاف فيه؛ أن أي شخص لا تنطبق عليه المواصفات اللوائحية؛ لا يحق له ممارسة الطب، وإن فعل؛ كان مسؤولًا مسؤولية جنائية مدنية عن جميع تصرفاته، وما ينجم عنها من أضرار. (١)

وللمسؤولية الطبية اعتبار في الشريعة الإسلامية، ومن دلائل ذلك ما يأتي:

١ - ما روى عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تطبب، ولم يعلم منه طب قبل ذلك؛ فهو ضامن" (٢)؛ فهذا الحديث أصل في


(١) ينظر: د. محمد عطا السيد: مسؤولية الطبيب ضمن مجلة مجمع الفقه الإسلامي (ع ٨ - ٣/ ١٨١). عبد الله الغامدي: المصدر السابق، (ص ١٧٩ - ١٩٢). د. محمد المختار الشنقيطي: المصدر السابق، (ص ٣٢٠ - ٣٤٢).
(٢) ينظر: ابن ماجه: المصدر السابق، (كتاب الطب - باب من تطبب ولم يعلم من طب - ٤/ ٥١٩)، برقم (٣٤٦٦)؛ من طريق هشام بن عمار، وراشد بن سعيد الرملي؛ عن الوليد بن مسلم، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ به مرفوعًا. أبوداود: المصدر السابق، (كتاب الديات - باب فيمن تطبب بغير علم فأعنت - ٧/ ١٠٢)، برقم (٤٥٢٩)؛ من طريق نصر بن عاصم الأنطاكي، ومحمد بن الصباح بن سفيان؛ أن الوليد بن مسلم أخبرهم، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ به مرفوعًا، بلفظ: "من تطبب، ولا يعلم منه طب؛ فهو ضامن"؛ قال نصر: قال الوليد: حدثني ابن جريج، ثم أردف: لا يروه إلا الوليد، لا يدرى؛ هو صحيح أم لا؟ ا. هـ ابن أبي عاصم: الديات (باب خطأ الطبيب والبيطار، ص ٦٤)؛ من طريق عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظِه؛ إلا قوله: "قبل ذلك طب". النسائي: المصدر السابق، (كتاب القسامة - باب صفة شبه العمد وعلى مَن دية الأجنة وشبه العمد وذكر اختلاف الناقلين لخبر إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة، وباب تضمين المتطبب - ٦/ ٣٦٦، ٣٧٨)، برقم (٧٠٠٥، ٧٠٠٦، ٧٠٣٩)؛ من طريق عمرو بن عثمان، ومحمد بن المصفى؛ الوليد؛ بسنده عند ابن ماجه، ومن طريق محمود بن خالد، عن الوليد؛ به، ومن طريق عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد؛ به، وهما في المجتبى (٧/ ٤١٩)، برقم (٤٨٧٣، ٤٨٧٤). أبو عروبة الحراني: جزء أبي عروبة برواية الأنطاكي (ص ٦٣)، برقم (٦٣)؛ من طريق علي بن الحسين، عن أبي عروبة، عن عمرو بن عثمان, عن الوليد؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظه: "من تطبب ولم يعرف منه طب فهو ضامن". ابن عدي: المصدر السابق، (٦/ ٥٩)؛ من طريق أحمد بن علي بن المثنى، عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، عن الوليد؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظه: "من تطبب ولم يكن بالطب معروفًا، فأصاب نفسًا فما دونها؛ فهو ضامن"، ثم أردف: رواه محمود بن خلاد عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما قال هشام ودحيم ولم يذكر أباه. ذكره أبو عبد الرحمن النسائي عن محمود وجعله من جودة إسناده. وعمرو بن شعيب في نفسه ثقة؛ إلا أنه إذا روى عن أبيه عن جده على ما نسبه أحمد بن حنبل يكون ما يرويه عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا؛ لأن جده عنده هو محمد بن عبد الله بن عمرو، ومحمد ليس له صحبة، وقد روى عن عمرو بن شعيب أئمة الناس وثقاتهم، وجماعة من الضعفاء؛ إلا أن أحاديثه عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتنبه الناس مع احتمالهم إياه، ولم يدخلوه في صحاح ما خرجوه، وقالوا: هي صحيفة. أبو بكر الإسماعيلي: المصدر السابق، (٢/ ٦٣٤)، برقم (٢٦٥)؛ من طريق حميد بن أحمد بن عبد الله بن أبي مخلد البزاز الواسطي بها، عن محمد بن الصباح، عن الوليد؛ بسنده عند أبي داود، ولفظه؛ إلا "ولم"، وهو في كتابه المعجم (٢/ ٦٣٤)، برقم (٢٦٥). الدارقطني: المصدر السابق، (كتاب الحدود والديات وغيره - باب اللعان - ٤/ ٢٦٥ - ٢٦٦، كتاب الأقضية والأحكام وغير ذلك - باب القضاء باليمين مع الشاهد، ٥/ ٣٨٥)، برقم (٣٤٣٨، ٣٤٣٩، ٤٤٩٧ - ٤٤٩٩)؛ من طريق أبي بكر النيسابوري, عن عيسى بن أبي عمران الرملي؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظين كابن ماجه؛ إلا أن الأول عرف فيه "الطب"، ومن طريق محمد بن عبد الله بن إبراهيم , عن محمد بن بشر بن مطر، عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم؛ بسنده عند ابن عدي، ولفظِه، ثم أردف: لم يسنده عن ابن جريج غير الوليد بن مسلم, وغيره يرويه عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ا. هـ، وعلق على ذلك الأالباني بقوله: وذا لا يضر؛ فإن الوليد ثقة حافظ، وإنما العلة العنعنة كما بينا ا. هـ، ومن طريق أبي بكر الشافعي, عن محمد بن بشر أخي خطاب؛ بسنده الآنف، ولفظه: "من تطبب ولم يكن قبل ذلك بالطب معروفًا فأصاب نفسًا فما دونها؛ فهو ضامن، ومن طريق أبي بكر الشافعي, عن محمد بن بشر, عن محمد بن الصباح الجرجرائي, عن الوليد؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظ أبي بكر الإسماعيلي. الحاكم: المستدرك على الصحيحين (كتاب الطب - ٩/ ٢٨٤)، برقم (٧٦٧٤)؛ من طريقأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن جعفر المزكي، وعبد الله بن سعد الحافظ، وعلي بن عيسى الحيري؛ عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن الوليد بن مسلم؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظ أبي عروبة. ثم أردف: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ا. هـ، وأقره الذهبي. أبو نعيم: الطب النبوي (باب في تقديم المعرفة في صناعة الطب - ١/ ١٩٢، باب في اجتناب من لا يحسن الطب وتضمين الطبيب إذا جنى ١/ ١٩٩)، برقم (٣٩، ٥١)؛ من طريق محمد بن أحمد بن حمدان، عن عبد الله بن محمد بن شيرويه، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الوليد؛ بسنده عند ابن ماجه، ولفظِه، ومن طريق حدثنا محمد بن علي، حدثنا أحمد بن علي بن المثنى؛ بسنده عند ابن عدي، ولفظِه. البيهقي: المصدر السابق، (كتاب القسامة - باب ما جاء فيمن تطبب بغير علم فأصاب نفسا فما دونها - ١٦/ ٥٠٣)، برقم (١٦٦٠٨)؛ من طريق أبي سعد أحمد بن محمد الماليني، عن أبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، عن أحمد بن علي، عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم؛ بسنده عند الدارقطني، ولفظه، ثم أردف: كذا رواه جماعة عن الوليد بن مسلم, ورواه محمود بن خالد عن الوليد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يذكر أباه ا. هـ، وعلق على ذلك الألباني بقوله: كذا قال، ولعلها رواية وقعت له، وإلا فقد رواه النسائي عنه مثل رواية الجماعة عن الوليد ا. هـ =

<<  <   >  >>