وقال في تحقيقه على أبي داود: حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يسمع من عمرو بن شعيب فيما قاله البخاري والبيهقي، ثم إن الدارقطني ذكر له علة أخرى، فقال: لم يسنده عن ابن جريج غير الوليد بن مسلم، وغيره يرويه عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرسلا، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومع ذلك فقد جود هذا الإسناد الحافظ ابن كثير في "تخريج أحاديث التنبيه" ٢/ ٢٦٦! ! وأخرجه ابن ماجه (٣٤٦٦)، والنسائي في "الكبرى" (٧٠٠٥) و (٧٠٣٩) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (٧٠٠٦) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عمرو ابن شعيب عن جده. فلم يذكر شعيبا والد عمرو ا. هـ قال ابن القيسراني ت ٥٠٧ هـ في الذخيرة: حديث: من تطبب، ولم يعرف منه الطب قبل ذلك، فهو ضامن. رواه الثقات: عن الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عمرو بنشعيب، عن أبيه، عن جده. رواه محمد بن عبد الرحمن بن سهم، وهشام، ودحيم: عن الوليد. ورواه محمود بن خالد: عن الوليد، (عن ابن جريج، ) عن عمرو بن شعيب، عن جده. ولم يذكر أباه. ورواه أبو عبد الرحمن النسائي: عن محمود، وجعله علة من جودة إسناده. وأورده في ترجمة عمرو بن شعيب: عن أبيه، عن جده أيضا. ويشهد له ما بعده. وهو وإن كان مرسلا، يحصل بانضمامه إلى هذا الحديث قوة إن شاء الله، مع حكاية إجماع الأئمة على مضمونه، كما ذكره الخطابي وابن عبد البر في "الاستذكار" (٣٦٨٥٨)، وابن رشد في "بداية المجتهد" وغيرهم ا. هـ وقد ضعف هذا الحديث عبد الحق الإشبيلي، ود. ماهر الفحل في تحقيقه على بلوغ المرام (١١٨٤)، وحسنه الألباني بمجوع الطريقين، وصححه الحاكم ولم يتعقبه الذهبي، وسيأتي الشاهد الآخر إن شاء الله تعالى. وأعل بما يأتي: عيسى بن أبي عمران الرملي؛ ترك الرواية عنه ابن أبي حاتم. أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي مولى بني أمية وعالم الشام؛ يدلس، وربما دلس عن الكذابين. وتناقش هذه العلة: بأنه صرح بالتحديث عن ابن جريج عند ابن ماجه، والحاكم، والدارقطني؛ فزال ما يخشى من تدليسه؛ لأن أبا حاتم قال: صالح الحديث؛ إذا قال الوليد حدثنا؛ فهو حجة ا. هـ =