للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثامن

الحليب الصناعي

المطلب الأول

حقيقة الحليب الصناعي

اللبن من أجل النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان؛ حتى إنه امتن عز وعلا على عباده به في الدنيا، ووعد به المتقين في جنته، فقال: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [سورة النحل: ٦٦]، وقال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} [سورة محمد: ١٥].

كما قد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - فضل اللبن على غيره من الأطعمه؛ في مثل قوله: "إذا أكل أحدكم طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، وإذا سقي لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن" (١).


(١) الطيالسي: المصدر السابق، (ص ٤٩٢)، برقم (٢٨٤٦)؛ من طريق يونس عن أبي داود، عن شعبة وغيره عن علي بن زيد؛ قال شعبة: عن عمر بن حرملة، وقال غيره: ابن حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "ما أعلم شرابًا يجزئ من الطعام إلا اللبن، فإذا شربه أحدكم فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه". عبد الرزاق: المصدر السابق، (٤/ ٥١١)، برقم (٨٦٧٦)؛ من طريق ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عمر بن حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه ... " بتتمته في المتن. الحميدي: المصدر السابق، (١/ ٤٣٢)، برقم (٤٨٨)؛ من طريق سفيان بن عيينة؛ بسنده عند عبد الرزاق، ولفظه: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا ما هو خير منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم يجزئ من الطعام والشراب غيره"، ومن طريقه: أبو الشيخ الأصبهاني: أخلاق النبي (٣/ ٢٩٤)، برقم (٦٤٦)؛ من طريق عبد الله بن محمد الرازي، عن أبي زرعة، عن الحميدي، عن سفيان؛ به مرفوعًا، بلفظ: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به ما هو خير منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم شيئا يجزي من الطعام والشراب غيره". إسحاق بن راهويه: المصدر السابق، (٤/ ٢٢٨)، برقم (٢٠٣٦)؛ من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "إذا أكل أحدكم طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا منه، وإذا شرب؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن". أحمد: المصدر السابق، (٢/ ٤٧٢، ٣/ ١٦١)، برقم (١٩٧٨، ٢٥٦٩)؛ من طريق إسماعيل؛ بسنده عند إسحاق، ولفظه: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غيرَ اللبن"، ومن طريق محمد بن جعفر، عن شعبة؛ بسنده عند الطيالسي، ولفظه: "ما أعلم شرابًا يُجزئ عن الطعام غيرَ اللبن؛ فمن شربه منكم فليقل: اللهم باركْ لنا فيه وزدنا منه، ومن طَعمَ طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه". ابن ماجه: المصدر السابق (كتاب الأطعمة - باب اللبن - ٤/ ٤٣٤)، برقم (٣٣٢٢)؛ من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن". أبو داود: السنن (كتاب الأشربة - باب ما يقول إذا شرب اللبن - ٦/ ٥٩)، برقم (٣٦٨٢)؛ من طريق مسدد عن حماد بن زيد، وموسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة؛ عن علي بن زيد، عن عُمَرَ بن حرملة! ؛ بسنده عند إسحاق، ولفظِ المتن، ثم أردف: هذا لفظ مسدد ا. هـ الترمذي: المصدر السابق، (كتاب الدعوات - باب ما يقول إذا أكل طعامًا - ٥/ ٤٥٠)، برقم (٣٤٥٥)؛ من طريق أحمد بن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم؛ بسنده عند أحمد؛ ولفظِه؛ إلا: "فإنه"، وقال: هذا حديث حسن، ثم أردف بقول بعضهم: عمرو بن حرملة؛ قال: ولا يصح ا. هـ الشمائل المحمدية (١/ ١٧٠)، برقم (٢٠٦)؛ من طريق أحمد بن منيع؛ به، إلا الجملة الأخيرة. النسائي: المصدر السابق، (كتاب عمل اليوم والليلة - باب ما يقول إذا شرب اللبن - ٩/ ١١٥ - ١١٦)، برقم (١٠٠٤٥، ١٠٠٤٦)؛ من طريق أحمد بن ناصح، عن ابن عُلَيَّة، عن علي بن زيد؛ بسنده عند ابن راهويه، ولفظه: "من أطعمه الله تعالى طعامًا فليقل: اللهم أطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا ... "؛ بتتمته عند ابن راهويه، ومن طريق محمد بن بشار، عن محمد؛ بسنده عند أحمد مرفوعًا، ونحو اللفظ الآنف؛ إلا أنه عند النسائي: عمر بن أبي حرملة. ابن السني: عمل اليوم والليلة (باب ما يقول إذا شرب اللبن - ص ٢٦٨)، برقم (٤٧٤)؛ من طريق محمد بن محمد الباهلي، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن علية، عن علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان، حدثني عمرو بن حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظه أحمد الأول. أبو نعيم: الطب النبوي (٢/ ٦٨٠)، برقم (٧٤٦، ٧٤٧)؛ =

<<  <   >  >>