ذلك، وإن حليب الثدي يعتبر أفضل أنواع الحليب الذي يتناوله الرضيع؛ إذ يودع الله فيه كل ما يحتاجه الرضيع من الفيتامينات والمعادن والبروتين وما يكسبه المناعة والصحة؛ حيث أثبتت الدراسات أنه لا تتحقق أفضل المستويات الصحية لكل من الأم والطفل إلا من خلال توفير الوضع الذي يسمح للأم بممارسة الرضاعة الطبعية المطلقة لمدة ٦ أشهر، مع إتمام الرضاعة الطبعية وإدخال الغذاء التكميلي لعمر سنتين.
فالرضاعة الطبعية هي البداية الأفضل للمولود، وسبب حماية له وللأم، ومهما بلغت تقنيات شركات صناعة الحليب، فلن تستطيع إنتاج الحليب ذي التركيبة المثالية كحليب الأم؛ فهو يحتوي على أكثر من مائة نوع من العناصر والمواد الغذائية التي تفي باحتياجات الطفل، وبكميات تتناسب مع عمر الطفل ومراحل نموه المختلفة.
تقول د. روث لورنس: على الرغم من أن العلوم الطبية قد خطت خطوات عظيمة في مجال التغذية؛ إلا أنها لم تستطع أن تقلد إلا جزءًا بسيطًا من لبن الأم، ولم تتمكن من إنتاج لبن مشابه بحال من الأحوال؛ فهناك أكثر من مائة إنزيم في لبن الأم؛ كلها غير موجودة في اللبن الصناعي ا. هـ (١)
لقد أشارت الدراسات إلى أنه إذا تم إرضاع جميع الأطفال في غضون ساعة من الولادة، وأعطوا حليب الثدي فقط طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم، واستمر الإرضاع من الثدي حتى بلوغهم السنتين من العمر؛ فسيتم إنقاذ حياة حوالي ٨٠٠٠٠٠ طفل كل عام.
إن أقل من ٤٠% من الرضع دون ستة أشهر من العمر - على الصعيد العالمي - يرضعون رضاعة مقتصرة على الثدي فقط؛ رغم أن الكولوستروم أو ما يسمى اللبأ هو أول ما ينتج من الحليب للطفل، وهذا الحليب غني بكل ما يحتاجه الطفل.