للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإصابة بالسرطان، وتكافح الفيروسات والجراثيم العضوية، وتذيب الفطريات المسببة للأمراض؛ من خلال ما يحتويه من مضادات حيوية وإنزيمات وحوامض شحمية، كما أن من شأنها المساعدة على النمو الجيد للفك، وتفادي النمو غير العادي للأسنان أو حدوث النخر، والوقاية - على المدى البعيد - من أمراض الشريان التاجي والسرطان والعمى والسكري، وارتفاع الوزن أو السمنة في عمر متقدم؛ إذ كانت البروتينات التي أودعها الخالق تعالى في حليب الأم تدعم الجسم في تعامله مع المواد السكرية والدسمة في الدم، وتمده بالسعرات الحرارية اللازمة، وتمتص الحديد بسهولة؛ الأمر الذي يحميه من الأنيميا الناجمة عن نقص الحديد، وتحميه من الإصابة بمرض كساح الأطفال.

ومن شأن حليب الآدمية أيضًا بمكوناته المذكورة آنفًا أن يوفر حماية إضافية من العدوى بزيادة قوة المناعة والمساهمة في تكوين الأجسام المضادة وإذابة الفطريات المسببة لأمراض، وأن يحفز على الذكاء، وتكوين مخ الإنسان ونمو العظام بشكل طبعي، والشعور بالشبع عند انتهاء الرضعة بسبب كثرة الدهون في نهاية الرضعة؛ الأمر الذي يساعد على الوصول إلى الوزن المرغوب، كما أن الأنسولين والكالسيتونين فيه يحفزان الرضيع على النوم.

ويحافظ حليب الأم أيضًا على المحيط الحامِضي داخل المعدة والأمعاء (١)؛ الأمر الذي يحد من دخول الجراثيم المضرة، ويساعد على تكاثر المايكروبات المفيدة للجسم؛ كاللاكتوباسيل (٢)، ويلبي كافة احتياجات المولود عقب الولادة لعدة أيام؛ من خلال ما يسمى بلبن السرسوب، أو اللبأ.

وكل ما سبق من فوائد الرضاعة الطبَعية؛ فهو مختص بالطفل.


(١) حيث تختلف درجة الحامضية في الجهاز الهضمي من مكان إلى مكان؛ فأعلى ما تكون في المعدة، فإذا دخلنا في الأمعاء الدقيقة انخفضت نسبة الحامضية، ثم الأمعاء الغليظة، والتي تكون درجة الحامضية فيها أقل مما هي عليه في الأمعاء الدقيقة، ذلك أن الوسط الحامضي يساعد على عملية الهضم، كما يساهم في إيقاف نمو البكتيريا أو قتلها. أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.
(٢) وهي بكتيريا نافعة تمنع نمو البكتيريا الضارة أو بقاءها، وتفرز مادة اللاكتوفرين التي تقتل هي الأخرى البكتيريا الضارة إلى جانب امتصاصها للحديد. أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.

<<  <   >  >>