للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدليل على ذلك ما يأتي:

١ - قول الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [سورة البقرة: ٢٣٣]؛ فما زاد عُد خارجًا عن الحد الفاصل المقدم في الاعتبار. (١)

٢ - ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا رضاع إلا ما كان في الحولين". (٢)


(١) ابن عثيمين: المصدر السابق، (١٣/ ٤٣٢).
(٢) ابن عدي: الكامل في ضعفاء الرجال (٨/ ٢٠٨)؛ من طريق عمر بن محمد الوكيل، عن الوليد بن برد الأنطاكي، عن الهيثم بن جميل, عن سفيان بن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن ابن عباس؛ به مرفوعًا. ومن طريقه: البيهقي: المصدر السابق، (كتاب الرضاع - باب ما جاء في تحديد ذلك بالحولين - ١٦/ ٣٨)، برقم (١٥٧٦٥)؛ من طريق أبي سعد أحمد بن محمد الماليني، عن أحمد بن عدي الحافظ؛ به، ثم أردف: قال أبو أحمد: هذا يعرف بالهيثم بن جميل عن ابن عيينة مسندًا، وغير الهيثم يوقف على ابن عباس ا. هـ الدراقطني: المصدر السابق، (٥/ ٣٠٧)، برقم (٤٣٦٤)؛ من طريق الحسين بن إسماعيل, وإبراهيم بن دبيس بن أحمد, وغيرهما؛ عن أبي الوليد بن برد الأنطاكي؛ بسنده عند ابن عدي مرفوعًا، ثم أردف: لم يسنده - أي: يرفعه - عن ابن عيينة غير الهيثم بن جميل وهو ثقة حافظ ا. هـ
ولا يثبت هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لما يأتي:
إن في سنده أبا سهل الهيثم بن جميل؛ ليس بالحافظ، ويغلط على الثقات كثيرًا.
ونوقشت هذه العلة بما يأتي: أ- إن الهيثم هذا وثقه الإمام أحمد، والعجلي، وابن حبان. وإن ترجح خطؤه في رفعه؛ فمثل هذا الخطأ اليسير لم يسلم منه كبار الأئمة كما يعلم من كتب العلل.
ويجاب: بأن في هذه المناقشة إقرارًا بأن المروي لا يثبت مرفوعًا، وبأن الجارح الثقة يقدم على المعدِّل إذا لم يشذ.
ب ــ إن الرفع زيادة، وقد صرح به ثقة - هو الهيثم بن جميل -؛ فزيادته مقبولة.
ويجاب: بأن الهيثم ليس هو تلميذ ابن عيينة الوحيد، ولو كان سفيان رواه مرفوعًا ما انفرد بذلك الهيثم.
إن في سنده أبا الوليد يزيد الأنطاكي؛ لا يعرف.
ونوقشت هذه العلة: بأن الصواب في اسمه: أبو الوليد بن برد الأنطاكي، وهو معروف العين والحال؛ وثقه الدراقطني، واسمه: محمد بن أحمد بن الوليد بن برد، وقد تحرف.
إن ابن جميل وهم فرفعه، وغيره يوقفه على ابن عباس؛ كما جاء من طرق عند عبد الرزاق في مصنفه، وسعيد ابن منصور، وابن أبي شيبة، وصوب وقفه ابن عبد الهادي، وابن كثير، وابن حجر، ويأتي - إن شاء الله تعالى -.
ينظر: ابن حبان: الثقات (٩/ ٢٣٦). ابن عدي: المصدر السابق، (٨/ ٢٠٨). الخطيب البغدادي: المصدر السابق، (٧/ ٥٣٠). ابن القطان الفاسي: بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام (٣/ ٢٣٨ - ٢٣٩). ابن عبد الهادي: المحرر في الحديث (ص ٣٨٨). ابن عبد الهادي: تنقيح التحقيق (٤/ ٣٥٤). الزيلعي: نصب الراية لأحاديث الهداية (٣/ ٢١٨ - ٢١٩). ابن كثير: إرشاد الفقيه (٢/ ٢٣٨). ابن الملقن: البدر المنير (٨/ ٢٧١). ابن حجر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية (٢/ ٦٨). المعلمي: التنكيل (١/ ٨٤٥ - ٨٤٦).

<<  <   >  >>