للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفت هذا المرض أنظار العلماء في عام ١٩٨١ م حين كان عدد المصابين به عشراتٍ، حتى اتسعت دائرته ليصبح عدد المصابين به بضعة ألوف، حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية في مؤتمرها التاسع الذي عقدته في الثلث الأخير من عام ١٩٩٣ م في برلين بألمانيا؛ أن عدد المصابين به بلغ أربعة عشر مليونًا، بينهم مليون طفل.

٤ - المظهر المخادع للمصاب بالإيدز.

قد يبدو المصاب بالإيدز سويًّا سليمًا قويًّا، وهو مع ذلك يكون معديًا بالمرض ناقلًا له، وقد تمتد هذه الحالة إلى عدة سنوات؛ الأمر الذي يجعل الآخرين يتعاملون مع المصاب من غيرما حذر.

وهنا أشير إلى أن فيروس العوز المناعي لا ينتقل بالاتصال العارض بين شخص وآخر، ولا بواسطة الحشرات الماصة للدماء؛ كالبعوض، ولا بالطعام، أو الماء ووسائل تعاطيه، ولا بالعطاس، ولا السعال، ولا الدموع، ولا العرق، ولا عن طريق دورات المياه، ولا البول في حمامات السباحة، ولا بالمشاركة في استعمال أدوات الطعام والشراب، والملابس والواقية، وأجهزة الهاتف، واللعب، والكتب، والأثاث، وملابس الرياضة، وسائر الملابس المستعملة.

وهذا مع كون الدراسات أثبتت أن فيروس الإيدز يوجد في كل سوائل جسم المريض أو حامل الفيروس؛ كالدم، والمني، والسائل المهبلي، وحليب الأم، والقيء، والبول، واللعاب، والدموع، إلى جانب أنسجة الجسم وأعضائه، وهذا الترتيب بحسب تركز الفيروس ابتداء من الأكثر إلى الأقل.

وأما طرق انتقال العدوى؛ فتكون بالاتصال الجنسي، ونقل الدم أو العضو أو النسيج، واستخدام إبرة محقونة بالفيروس أو في صاحب الفيروس، وكذا سائر الأدوات التي تخرق الجسم أو تختلط بسوائله من شفرات الحلاقة وفرشاة المعجون وأدوات الوشم وكي الشعر، وأثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة.

وما يعنينا هنا، هو: انتقال الفيروس إلى الرضيع بالرضاعة الطبَعية، وإذا كانت الأم مصابة بالفيروس فيمكن أن ينتقل إلى الطفل بالأسباب الآتية ابتداءً بأكثرها احتمالًا:

أولًا: داخل الرحم؛ أثناء الحمل.

ثانيًا: أثناء الولادة.

ثالثًا: من خلال الرضاعة.

وبدون التدخلات الوقائية، سيصاب ما يقرب من ثلث الأطفال المولودين لأمهات يحملن فيروس الإيدز عن طريق انتقاله من الأم إلى الطفل خلال فترة الحمل أو الولادة، أو أثناء فترة الرضاعة الطبَعية. وفي عام ٢٠٠١ م؛ أصيب ٨٠٠,٠٠٠ طفل تقل أعمارهم عن ١٥ سنة بفيروس الإيدز، أكثر من ٩٠% منهم عن طريق انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها، ويصاب بالفيروس بين ١٥ - ٢٥% من الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالفيروس أثناء الحمل أو الولادة، في حين يصاب ١٥% من الأطفال من خلال الرضاعة الطبعية.

وقد أكدت كثير من الدراسات وجود فيروس الإيدز في لبن الأم، وجاء ذلك في إحصائيات تقول: إن فيروس الإيدز ينتقل إلى قرابة ٥ - ٢٠% من الرضَّع الذين يولدون لأمهات مصابات بالفيروس بوسطة حليب الأم إذا رضع الطفل لمدة عامين، وقد اكتشفت أول حالة إصابة طفل بالإيدز بسبب رضاعة الحليب من ثدي الأم في سيدني باستراليا عام ١٩٨٥ م (١)؛ الأمر الذي جعل الرضاع من الأم المصابة أحد وسائل نقل المرض.

في حين إن أبحاثًا أشارت إلى كون دور حليب الأم في نقل المرض إلى الرضيع بعد الولادة لا يزال غير معروف تمامًا. (٢)

وتوسط فريق، فقال: إن انتقال فيروس الإيدز بواسطة الرضاع ممكنة (٣)؛ إلا أنها أقل أهمية في مقابل العدوى التي تكون في داخل الرحم، والتي تعد أكثر أهمية من ناحية إصابة


(١) ينظر: منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف: التغذية وفيروس نقص المناعة البشرية e . د. سعيد الحفار: وباء الإيدز (ص ١٥٢ - ١٥٣). د. رفعت كمال: قصة الإيدز كاملة (ص ٢٥، ٩١). د. نبيل صبحي الطويل: الأمراض الجنسية (ص ٢٣). هيئة الصحة بدبي: الإيدز بتاريخ ٢/ ١١/١٤٣٦ هـ:
https://www. ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/AIS.aspx
منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف: التغذية وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز بتاريخ ٣/ ١١/١٤٣٦:
http://www.unicef.org/arabic/nutrition/nutrition_٤٣٦١١.html
(٢) ينظر: د. محمد صادق زلزلة: الإيدز معضلة الطب الكبرى (ص ١٣، ١٤٧، ٣٣٢، ٣٤٩). د. محمد خياط ود. محمد حلمي: رؤية إسلامية لمشكلة الإيدز (ص ٦٠). د. محمد البار: الأمراض الجنسية أسبابها وعلاجها (ص ١٣١).
(٣) ندوة رؤية إسلامية للمشكلات الاجتماعية لمرض الإيدز (ص ٥٥٥).

<<  <   >  >>