للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذلك؛ يمكن القول بأن خلاصة رأي الأطباء والمختصين هو ما جاء في توصيات البيان الختامي لندوة رؤية إسلامية للمشكلات الاجتمعية لمرض الإيدز (١) إلى وجود الاحتمال، وأن الانتقال بواسطة الرضاع ممكن.

على أن احتمال انتقال المرض بواسطة الرضاع يزداد بازدياد مدة الرضاع؛ فهو ينتقل بنسبة ٦ - ١٨%؛ إذا كانت مدة الرضاع حولين كاملين، وتقل كلما قلت مدة الرضاع؛ لأن معدل احتمال انتقال المرض ٠,٧% لكل شهر من الرضاع.

وإذ كان ذلك كذلك، فقد توجه الرأي الطبي إلى منع الرضاع من المصابة بمرض الإيدز سوى بعض الحالات والعوارض الاستثنائية.

يوضح ذلك ما أدلى به استشاري الأمراض المعدية د. هشام فلمبان، حيث يقول (٢): رضاع السليم من المصابة غير مسموح به، ويجب منعه؛ إلا في بعض الأماكن الفقيرة الشديدة الفقر، والأوبئة المنتشرة، ولا يتوفر بديل؛ لأن لبن الأم يقي بإذن الله تعالى من النزلات المعدية ونحوها ا. هـ

أما إذا كان المرضع والمرتضع مصابين، فقد جاء في بحوث ندوة رؤية إسلامية للمشكلات الاجتماعية لمرض الإيدز: وأما إذا ثبت أن الطفل مصاب بالإيدز كذلك؛ فلا حرج من إرضاعه من أمه ابتداءً ا. هـ (٣)

وفي لقاء أجراه فضيلة الشيخ د. راشد الشهري (٤) مع استشاري الأمراض المعدية د. هشام فلمبان، يقول: "إن ذلك لا بأس به، وينبغي أن تكون الأم واعية، وتستخدم العلاج كما يوصي به الطبيب، وأن تظهر استجابتها للعلاج؛ بواسطة التحاليل ا. هـ

فأما إن كانت المرضع سليمة والإصابة بالفيروس في المرتضع؛ فمن الواضح سلامة لبن المرضع، لكن المعاشرة والمخالطة ممكنة وسائغة ولا تؤثر سلبًا وفق رأي كثير من الأطباء (٥)،


(١) ثبت الندوة (ص ٥٥٥).
(٢) قال ذلك في مقابلة أجراها فضيلة الشيخ د. راشد الشهري في مستشفى الهدى العسكري. ينظر: د. راشد الشهري: المصدر لسابق، (١/ ٣٦٥).
(٣) د. محمد خياط ود. محمد وهدان: المصدر السابق، (ص ٦٦).
(٤) في رسالته الدكتوراة: أحكام مرض الإيدز في الفقه الإسلامي (٢/ ٥٥٧).
(٥) د. محمد خياط ود. محمد وهدان: المصدر السابق، (ص ٦٦).

<<  <   >  >>