للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة وإن عملها كتبت له عشر حسنات فاجعلها أمتى، قال: تلك أمة أحمد، قال: يا رب إنى أجد فى الألواح أمة إذا همّ أحدهم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت سيئة واحدة فاجعلها أمتى، قال: تلك أمة أحمد، قال: يا رب إنى أجد فى الألواح أمة يؤتون العلم الأول والعلم الآخر، فيقتلون المسيح الدجال، فاجعلها أمتى، قال: تلك أمة أحمد، قال: يا رب فاجعلنى من أمة أحمد، فأعطى عند ذلك خصلتين، فقال: يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى، فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين، قال: قد رضيت يا رب» «١» .

وروى ابن طغر بك فى «النطق المفهوم» «٢» عن ابن عباس رفعه: قال موسى: يا رب، فهل فى الأمم أكرم عليك من أمتى، ظللت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المنّ والسلوى، فقال: سبحانه وتعالى: يا موسى، أما علمت أن فضل أمة محمد على سائر الأمم كفضلى على جميع خلقى؟ قال: يا رب فأرينهم، قال: لن تراهم، ولكن أسمعك كلامهم، فناداهم الله تعالى، فأجابوا كلهم بصوت واحد: لبيك اللهم لبيك، وهم فى أصلاب آبائهم وبطون أمهاتهم فقال سبحانه وتعالى: صلاتى عليكم، ورحمتى سبقت غضبى، وعفوى سبق عذابى، أستجيب لكم قبل أن تسألونى، فمن لقينى منكم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله غفرت له ذنوبه. قال- صلى الله عليه وسلم-: «فأراد الله أن يمن على بذلك» فقال: وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا «٣» . أى أمتك حتى أسمعنا موسى كلامهم.

ورواه قتادة، وزاد: فقال موسى: يا رب، ما أحسن أصوات أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- أسمعنى مرة أخرى.

وفى الحلية لأبى نعيم، عن أنس قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أوحى


(١) أخرجه أبو نعيم فى «دلائل النبوة» (١/ ١٤) .
(٢) عزاه صاحب «كشف الظنون» (٢/ ١٩٥٩) لأبى الفرج بن الجوزى.
(٣) سورة القصص: ٤٦.