فأنتم حياتى إن حييت وإن أمت ... فيا حبذا إن مت عبد هواكم
وقال آخر:
وإنما السر فى موسى يردده ... ليجتلى حسن ليلى حين يشهده
يبدو سناها على وجه الرسول فيا ... لله در رسول حين أشهده
وقال آخر: لما جلس الحبيب فى مقام القرب، دارت عليه كؤوس الحب، ثم عاد، وهلال ما كذب الفؤاد ما رأى بين عينيه، وسرّ فأوحى إلى عبده ملء قلبه وأذنيه، فلما اجتاز بموسى- عليه السّلام-، قال لسان حاله لنبينا- صلى الله عليه وسلم-:
يا واردا من أهيل الحى يخبرنى ... عن جيرتى شنف الأسماع بالخبر
ناشدتك الله يا راوى حديثهم ... حدث فقد ناب سمعى اليوم عن بصر
فأجاب لسان حال نبينا- صلى الله عليه وسلم- يقول:
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا ... سر أرق من النسيم إذا سرى
فكل قوم يلحظون مذهبهم، وقد علم كل أناس مشربهم، والله بفضله وإحسانه يوالى انسجام سحائب عفوه ورضوانه على العارف الربانى أبى عبد الرحمن السلمى، فلقد أجاد إذ أفاد بما أفرد من لطائف المعراج حسبما جمعه من كلام أهل الإشارات، بأقوم منهاج.
وقد استدل العلماء بقوله فى الحديث (فهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر فتلك خمسون) : على عدم فرضية ما زاد على الصلوات الخمس، كالوتر. وعلى دخول النسخ قبل الفعل. قال ابن بطال وغيره: ألا ترى أنه عز وجل نسخ الخمسين بالخمس قبل أن تصلى؟ ثم تفضل عليهم بأن أكمل لهم الثواب.