للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصحح البيهقى أنه موقوف على يحيى بن أبى كثير، ويؤخذ من إطلاقه عدم التقييد بزمان يمضى من ابتداء مرضه. وهو قول الجمهور، وجزم الغزالى فى «الإحياء» : بأنه لا يعاد إلا بعد ليال ثلاث، واستند إلى حديث أخرجه ابن ماجه عن أنس: كان- صلى الله عليه وسلم- لا يعود مريضا إلا بعد ثلاثة «١» وهذا حديث ضعيف تفرد به مسلمة بن على، وهو متروك، وقال أبو حاتم هو حديث باطل.

ولا نطيل بإيراد ما ورد فى فضل العيادة، ويكفى حديث أبى هريرة، مما حسنه الترمذى مرفوعا: «من عاد مريضا ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا» «٢» وهذا لفظ ابن ماجه. وفى سنن أبى داود عن أنس مرفوعا: «من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا، بوعد من جهنم مسيرة سبعين خريفا» «٣» . وفى حديث أبى سعيد عند ابن حبان فى صحيحه مرفوعا: «خمس من عملهن فى يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما، وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة» «٤» . وعند أحمد، عن كعب مرفوعا: من عاد مريضا، خاض فى


(١) موضوع: أخرجه ابن ماجه (١٤٣٧) فى الجنائز، باب: ما جاء فى عيادة المريض، وقال البوصيرى فى «الزوائد» : فى إسناده سلمة بن على، قال فيه البخارى وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، ومن منكراته (كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاثة أيام) قال فيه أبو حاتم: هذا منكر باطل وقال ابن عدى: أحاديثه غير محفوظة، واتفقوا على تضعيفه. اهـ. وقال عنه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (٤٤٩٩) : موضوع.
(٢) حسن: أخرجه الترمذى (٢٠٠٨) فى البر والصلة، باب: ما جاء فى زيارة الإخوان، وابن ماجه (١٤٤٣) فى الجنائز، باب: ما جاء فى ثواب من عاد مريضا، وأحمد فى «المسند» (٢/ ٣٢٦ و ٣٤٤ و ٣٥٤) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٢٩٦١) ، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٣) ضعيف: أخرجه أبو داود (٣٠٩٧) فى الجنائز، باب: فى فضل العيادة على وضوء، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن أبى داود» .
(٤) إسناده قوى: أخرجه ابن حبان فى «صحيحه» (٢٧٧١) ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوى.