للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنن أبى داود- أيضا- عن ابن عباس قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» «١» . وإنما كان الاستغفار له تأثيرا فى دفع الهم والضيق لأنه قد اتفق أهل الملل وعقلاء كل ملة على أن المعاصى والفساد يوجبان الهم والغم والحزن وضيق الصدر وأمراض القلب، وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام فى القلوب فلا دواء لها إلا التوبة والاستغفار.

وعن ابن عباس عن النبى- صلى الله عليه وسلم-: «من كثرت همومه فليكثر من قول:

لا حول ولا قوة إلا بالله» . وثبت فى الصحيحين أنها كنز من كنوز الجنة «٢» ، وفى الترمذى: أنها باب من أبواب الجنة «٣» ، وفى بعض الآثار: أنه ما ينزل ملك من السماء ولا يصعد إلا بلا حول ولا قوة إلا بالله.

وروى الطبرانى من حديث أبى هريرة: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «ما كربنى أمر إلا تمثل لى جبريل فقال لى: يا محمد قل توكلت على الحى الذى لا يموت، والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك، ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا» . وفى كتاب ابن السنى من حديث أبى قتادة عن النبى- صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ آية الكرسى وخواتيم سورة البقرة عند


(١) ضعيف: أخرجه أبو داود (١٥١٨) فى الصلاة، باب: فى الاستغفار، وابن ماجه (٣٨١٩) في الأدب، باب: الاستغفار وأحمد فى «المسند» (١/ ٢٤٨) ، والحاكم فى «المستدرك» (٤/ ٢٩١) ، بسند فيه الحكم بن مصعب، قال عنه الحافظ ابن حجر فى «التقريب» مجهول، وهو كما قال، وليس له إلا حديثين أحدهما ليس له أصل، والثانى مثله بهذا اللفظ، والراوى عنه الوليد بن مسلم، وهو ما فيه.
(٢) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٦٣٨٤) فى الدعوات، باب: الدعاء إذا علا عقبة، ومسلم (٢٧٠٤) فى الذكر والدعاء، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر، من حديث أبى موسى الأشعرى- رضى الله عنه-.
(٣) صحيح: أخرجه الترمذى (٣٥٨١) فى الدعوات، باب: فى فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، وأحمد فى «المسند» (٣/ ٤٢٢) ، والحاكم فى «المستدرك» (٤/ ٣٢٣) من حديث سعد بن عباد، - رضى الله عنه-، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. وكذا صححه الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .