للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد استشكل بعضهم عد عمارة بن الوليد فى المذكورين، لأنه لم يقتل فى بدر، بل ذكر أصحاب المغازى: أنه مات بأرض الحبشة، وله قصة مع النجاشى، إذ تعرض لامرأته فأمر النجاشى ساحرا فنفخ فى إحليل عمارة من سحره فتوحش، وصار مع البهائم إلى أن مات فى خلافة عمر.

وأجيب: بأن كلام ابن مسعود- أنه رآهم صرعى فى القليب- محمول على الأكثر، ويدل عليه: أن عقبة بن أبى معيط لم يطرح فى القليب، وإنما قتل صبرا بعد أن رحلوا عن بدر بمرحلة. وأمية بن خلف لم يطرح فى القليب، كما سيأتى إن شاء الله تعالى.

وقوله: ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «وأتبع أصحاب القليب لعنة» يحتمل أن يكون من تمام الدعاء الماضى، فيكون فيه علم عظيم من أعلام النبوة ويحتمل أن يكون قاله- صلى الله عليه وسلم- بعد أن ألقوا فى القليب.

ثم أسلم حمزة بن عبد المطلب، وكان أعز فتى فى قريش، وأشده شكيمة، وكان إسلامه- فيما قاله العتقى- سنة ست، فعزّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وكفت عنه قريش قليلا، وقال حمزة حين أسلم:

حمدت الله حين هدى فؤادى ... إلى الإسلام والدين الحنيف

لدين جاء من رب عزيز ... خبير بالعباد بهم لطيف

إذا تليت رسائله علينا ... تحدر دمع ذى اللب الحصيف

رسائل جاء أحمد من هداها ... بايات مبينة الحروف

وأحمد مصطفى فينا مطاع ... فلا تغشوه بالقول العنيف

فلا والله نسلمه لقوم ... ولما نقض فيهم بالسيوف

وعند مغلطاى: وسألوه- يعنى: النبى- صلى الله عليه وسلم- إن كنت تطلب الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا قد غلب عليك بذلنا أموالنا فى طلب الطب لك حتى نبرئك منه فيك.

فقال لهم- عليه السّلام-: «ما بى ما تقولون، لكن الله بعثنى رسولا، وأنزل