للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصلى، قال: «فلا يضرك، إنما أنت امرأة من بنات آدم، كتب الله عليك ما كتب عليهن، فكونى فى حجك، فعسى الله أن يرزقكها» «١» ، رواه البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى.

وفى رواية قال: خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا نذكر إلا الحج، حتى جئنا سرف، فطمثت، فدخل علىّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكى، فقال: «ما يبكيك» فقلت: والله لوددت أنى لم أكن خرجت العام، فقال: «ما لك، لعلك نفست؟» قلت: نعم، قال: «هذا شئ كتبه الله على بنات آدم، افعلى ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفى بالبيت حتى تطهرى» «٢» . الحديث.

وقد اختلف فيما أحرمت به عائشة، كما اختلف: هل كانت متمتعة أم مفردة؟ وإذا كانت متمتعة فقيل إنها كانت أولا أحرمت بالحج وهو ظاهر هذا الحديث.

وفى حجة الوداع من المغازى عند البخارى، من طريق هشام بن عروة عن أبيه قالت: وكنت فيمن أهل بعمرة. وزاد أحمد من وجه آخر عن الزهرى: ولم أسق هديا، وفى رواية الأسود عنها قالت: خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نلبى لا نذكر حجّا ولا عمرة.

ويحتمل فى الجمع أن يقال: أهلت عائشة بالحج مفردة، كما صنع غيرها من الصحابة، ثم أمر النبى- صلى الله عليه وسلم- أن يفسخوا الحج إلى العمرة، ففعلت عائشة ما صنعوا، فصارت متمتعة، ثم لما دخلت مكة وهى حائض ولم تقدر على الطواف لأجل الحيض أمرها أن تحرم بالحج.

وقال القاضى عياض: واختلف فى الكلام على حديث عائشة، فقال:


(١) صحيح: أخرجه البخارى (١٥٦٠) فى الحج، باب: قول الله تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٣٠٥) فى الحيض، باب: تقضى الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، ومسلم (١٢١١) فى الحج، باب: بيان وجوه الإحرام. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.