للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرة» المبالغة. ويحتمل أن يريد العدد بعينه، ولفظ «أكثر» مبهم، فيمكن أن يفسر بحديث ابن عمر المذكور، وأنه يبلغ المائة. وقد وقع فى طريق أخرى عن أبى هريرة، من رواية معمر عن الزهرى بلفظ «إنى لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة» لكن خالف معمر أصحاب الزهرى فى ذلك.

نعم أخرج النسائى أيضا من رواية محمد بن عمرو عن أبى سلمة بلفظ: «إنى لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة» «١» . وأخرج النسائى أيضا من طريق عطاء، عن أبى هريرة: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جمع الناس فقال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإنى أتوب إليه فى اليوم مائة مرة» «٢» .

واستغفاره- صلى الله عليه وسلم- تشريع لأمته، أو من ذنوبهم، وقيل غير ذلك، وتقدم ما ينتظم فى سلك ذلك. فإن قلت: ما كيفية استغفاره- صلى الله عليه وسلم-؟.

فالجواب: أنه ورد فى حديث شداد بن أوس، عند البخارى: رفعه «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت، خلقتنى وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على، وأبوء بذنبى فاغفر لى، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» . قال:

«من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل موقنا بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» «٣» فتعين أن هذه الكيفية هى الأفضل، وهو- صلى الله عليه وسلم- لا يترك الأفضل.

وأما قراءته- صلى الله عليه وسلم- وصفتها، فكانت مدّا، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم «٤» . رواه البخارى عن أنس: ونعتتها أم سلمة: قراءة


(١) أخرجه النسائى فى «الكبرى» (١٠٢٦٨) .
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٧٠٢) فى الذكر والدعاء، باب: استحباب الاستغفار والاستكثار منه، من حديث ابن عمر- رضى الله عنهما-.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٦٣٠٦) فى الدعوات، باب: أفضل الاستغفار. من حديث شداد بن أوس- رضى الله عنه-.
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (٥٠٤٦) فى فضائل القرآن، باب: مد القراءة. من حديث أنس- رضى الله عنه-.