للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«لوامع الأنوار فى الأدعية والأذكار» . فإن أوصاه أحد بإبلاغ السلام إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- فليقل: السلام عليك يا رسول الله من فلان.

ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع، فيسلم على أبى بكر- رضى الله عنه-، لأن رأسه بحذاء منكب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، على ما جزم به رزين وغيره، وعليه الأكثر، فيقول: السلام عليك يا خليفة سيد المرسلين، السلام عليك يا من أيد الله به- يوم الردة- الدين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، اللهم ارض عنه، وارض عنا به.

ثم ينتقل عن يمينه قدر ذراع، فيسلم على عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فيقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا من أيد الله به الدين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، اللهم ارض عنه، وارض عنا به.

ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد السلام على سيدنا أبى بكر وعمر، فيحمد الله تعالى ويمجده، ويصلى على النبى- صلى الله عليه وسلم-، ويكثر من الدعاء والتضرع، ويجدد التوبة فى حضرته الكريمة، ويسأل الله بجاهه أن يجعلها توبة نصوحا، ويكثر من الصلاة والسلام على النبى- صلى الله عليه وسلم- بحضرته الشريفة حيث يسمعه ويرد عليه.

وقد روى أبو داود من حديث أبى هريرة: أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يسلم علىّ إلا رد الله علىّ روحى حتى أرد عليه السلام» «١» .

وعند ابن أبى شيبة من حديث أبى هريرة مرفوعا: «من صلى على عند قبرى سمعته، ومن صلى على نائيا بلغته» .

وعن سليمان بن سحيم، مما ذكره القاضى عياض فى «الشفاء» قال:

رأيت النبى- صلى الله عليه وسلم- فى النوم، فقلت: يا رسول الله، هؤلاء الذين يأتونك فيسلمون عليك أتفقه سلامهم؟ قال: نعم وأرد عليهم.


(١) حسن: أخرجه أبو داود (٢٠٤١) فى المناسك، باب: زيارة القبور. من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .