للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسن صحيح. وقال ابن عبد البر: هذا أصح الآثار عنه- صلى الله عليه وسلم-. قال: وهذا قاطع فى محل الخلاف. انتهى.

فعند الشافعى والجمهور معناه- أى الحديث-: إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة فى مسجدى.

وعند مالك وموافقيه: إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فى مسجدى تفضله بدون الألف.

وعن عبد الله بن الزبير قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة فى هذا» «١» رواه أحمد وابن حبان فى صحيحه. وزاد: يعنى فى مسجد المدينة، البزار ولفظه: «صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فإنه يزيد عليه مائة» .

قال المنذرى: وإسناده صحيح أيضا.

ومما يستدل به المالكية، ما ذكره ابن حبيب فى «الواضحة» أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة فى مسجدى كألف صلاة فيما سواه. وجمعة فى مسجدى كألف جمعة فيما سواه، ورمضان فى مسجدى كألف رمضان فيما سواه» .

ومذهب عمر بن الخطاب وبعض الصحابة وأكثر المدنيين- كما قاله القاضى عياض- أن المدينة أفضل، وهو أحد الروايتين عن أحمد.

وأجمعوا على أن الموضع الذى ضم أعضاءه الشريفة- صلى الله عليه وسلم- أفضل بقاع الأرض، حتى موضع الكعبة، كما قاله ابن عساكر والباجى والقاضى عياض، بل نقل التاج السبكى كما ذكره السيد السمهودى فى «فضائل المدينة» عن ابن عقيل الحنبلى أنها أفضل من العرش، وصرح الفاكهانى بتفضيلها على السماوات ولفظه: وأقول أنا وأفضل من بقاع السماوات أيضا. ولم أر من


(١) صحيح: أخرجه ابن ماجه (١٤٠٦) فى إقامة الصلاة، باب: ما جاء فى فضل الصلاة، من حديث جابر بن عبد الله- رضى الله عنهما-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن ابن ماجه» .