للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى حديث أنس عند البزار: من شرب منه- أى من الحوض- شربة لم يظمأ أبدا، ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا، وزاد فى حديث أبى أمامة عند أحمد وابن حبان: ولم يسود وجهه أبدا.

وفى حديث ثوبان عند الترمذى وصححه الحاكم: «أكثر الناس عليه ورودا فقراء المهاجرين» «١» .

وفى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عند الشيخين: «حوضى مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، ورائحته أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ أبدا» «٢» .

قال القرطبى فى «التذكرة» : ذهب صاحب «القوت» وغيره إلى أن الحوض يكون بعد الصراط، وذهب آخرون إلى العكس، والصحيح أن للنبى- صلى الله عليه وسلم- حوضين، أحدهما فى الموقف قبل الصراط، والآخر داخل الجنة، وكل منهما يسمى كوثرا.

وتعقبه شيخ الحفاظ ابن حجر: بأن الكوثر نهر داخل الجنة، وماؤه يصب فى الحوض، ويطلق على الحوض كوثر لكونه يمد منه. فغاية ما يؤخذ من كلام القرطبى أن الحوض يكون قبل الصراط لأن الناس يردون الموقف عطاشا، فيرد المؤمنون الحوض، وتتساقط الكفار فى النار بعد أن يقولوا ربنا عطشنا، فترفع لهم جهنم كأنها سراب فيقال ألا تردون، فيظنونها ماء فيتساقطون فيها.

وفى حديث أبى ذر مما رواه مسلم: «أن الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة» «٣» وهو حجة على القرطبى لا له، لأن الصراط جسر جهنم، وهو بين


(١) صحيح المرفوع منه: أخرجه الترمذى (٢٤٤٤) فى صفة القيامة، باب: ما جاء فى صفة أوانى الحوض، من حديث ثوبان- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٦٥٧٩) فى الرقاق، باب: فى الحوض. من حديث عبد الله ابن عمرو- رضى الله عنهما-.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٠٠) فى الفضائل، باب: إتيان حوض نبينا وصفاته. من حديث أبى ذر- رضى الله عنه-.