للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ينيف على العشرين، وفى غيرهما بقية ذلك، كما صح نقله واشتهرت رواته، ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم، ومن بعدهم أضعاف أضعافهم وهلم جرّا، واجتمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف. انتهى.

لكن أخرج الترمذى من حديث سمرة رفعه: «إن لكل نبى حوضا» «١» وأشار إلى أنه اختلف فى وصله وإرساله، وأن المرسل أصح، والمرسل أخرجه ابن أبى الدنيا بسند صحيح عن الحسن قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن لكل نبى حوضا» ، وهو قائم على حوضه بيده عصا يدعو من عرف من أمته، ألا وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا، وإنى لأرجو أن أكون أكثرهم تبعا.

وأخرجه الطبرانى من وجه آخر عن سمرة موصولا مرفوعا مثله، وفى سنده لين.

وأخرج ابن أبى الدنيا أيضا من حديث أبى سعيد رفعه: «وكل نبى يدعو أمته، ولكل نبى حوض، فمنهم من يأتيه الفئام، ومنهم من يأتيه العصبة، ومنهم من يأتيه الواحد، ومنهم من يأتيه الاثنان، ومنهم من لا يأتيه أحد، وإنى لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة» ، وفى إسناده لين.

فإن ثبت، فالمختص نبينا- صلى الله عليه وسلم- الكوثر الذى يصب من مائه فى حوضه، فإنه لم ينقل نظيره لغيره، ووقع الامتنان عليه به فى سورة إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ «٢» انتهى ملخصا من فتح البارى.

و «الفئام» كما فى الصحاح، الجماعة من الناس، لا واحد له من لفظه، والعامة تقول «فيام» بلا همز.

وفى رواية مسلم من حديث أبى هريرة رفعه، قال: «ترد علىّ أمتى الحوض، وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل عن إبله» قالوا: يا رسول الله،


(١) تقدم.
(٢) سورة الكوثر: ٢.