للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخبره. فقال: «هل رأيت شيئا» قال: لا، قال «فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها» ، فرجع فجرد سيفه فخرجت إليه امرأة عجوز عريانة سوداء ثائرة الرأس، فجعل السادن يصيح بها، فضربها خالد فجزلها اثنتين، ورجع إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: «نعم، تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا» «١» .

ثم سرية عمرو بن العاصى «٢» إلى سواع صنم هذيل على ثلاثة أميال من مكة. فى شهر رمضان سنة ثمان- حين فتح مكة-.

قال عمرو: فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ فقلت أمرنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك. قلت: لم؟ قال:

تمنع، فقلت: ويحك، وهل يسمع أو يبصر؟ قال: فدنوت منه فكسرته ثم قلت للسادن كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله.

ثم سرية سعد بن زيد الأشهلى «٣» إلى مناة، صنم للأوس والخزرج بالمشلل، فى شهر رمضان، حين فتح مكة، فخرج فى عشرين فارسا حتى انتهى إليها، قال السادن: ما تريد؟ قال: هدم مناة، قال: أنت وذاك.

فأقبل سعد يمشى إليها، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها، فضربها سعد بن زيد فقتلها، وأقبل إلى الصنم ومعه أصحابه فهدموه وانصرف راجعا إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك لست بقين من رمضان.

ثم سرية خالد بن الوليد «٤» إلى بنى جذيمة، قبيلة من عبد القيس، أسفل مكة على ليلة بناحية يلملم، فى شوال سنة ثمان. وهو يوم الغميصاء.


(١) انظر «دلائل النبوة» للبيهقى، (٥/ ٧٧) .
(٢) انظرها فى «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١١١) .
(٣) انظرها فى «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١١١) .
(٤) انظرها فى «السيرة النبوية» لابن هشام (٢/ ٤٢٨ و ٤٣١) ، و «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٢/ ١٤٧- ١٤٨) .