للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زوجها حيثما ظعن، ولأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت. وقيل الظعينة:

المرأة فى الهودج، ثم قيل للمرأة بلا هودج، وللهودج بلا امرأة ظعينة.

انتهى.

وروى يونس بن بكير، فى زيادة المغازى عن الربيع قال: قال رجل يوم حنين لن نغلب اليوم من قلة، فشق ذلك على النبى- صلى الله عليه وسلم-.

ثم ركب- صلى الله عليه وسلم- بغلته البيضاء «دلدل» ولبس درعين والمغفر والبيضة.

فاستقبلهم من هوازن ما لم يروا مثله قط من السواد والكثرة، وذلك فى غبش الصبح، وخرجت الكتائب من مضيق الوادى، فحملوا حملة واحدة فانكشفت خيل بنى سليم مولية وتبعهم أهل مكة والناس.

ولم يثبت معه- صلى الله عليه وسلم- يومئذ إلا العباس بن عبد المطلب، وعلى بن أبى طالب، والفضل بن العباس، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر وعمر وأسامة بن زيد، فى أناس من أهل بيته وأصحابه.

قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلته أكفها مخافة أن تصل إلى العدو، لأنه- صلى الله عليه وسلم- كان يتقدم فى نحر العدو، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه، وجعل- عليه السّلام- يقول للعباس: «ناد يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة» يعنى شجرة بيعة الرضوان- التى بايعوه تحتها، ألايفروا عنه.

فجعل ينادى تارة يا أصحاب السمرة، وتارة: يا أصحاب سورة البقرة وكان العباس رجلا صيتا- فلما سمع المسلمون نداء العباس أقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت على أولادها.

وفى رواية لمسلم: قال العباس: فو الله لكأن عطفتهم- حين سمعوا صوتى- عطفة البقر على أولادها. يقولون: يا لبيك، يا لبيك. فتراجعوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، حتى أن الرجل منهم إذا لم يطاوعه بعيره على الرجوع انحدر عنه وأرسله، ورجع بنفسه إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

فأمرهم- صلى الله عليه وسلم- أن يصدقوا الحملة، فاقتتلوا مع الكفار، فأشرف رسول